خريطة الدعوة إلى رب الأنام في تفسير الأستاذ سيد قطب لسورة الأنعام

الوصف

لقد كانت عناية الدكتور خير الدين بالسيد القطب عناية أكبر من عناية باحث برسالة، بل عناية عاشق بمعشوق فتميزت رسالته بالضبط العلمي المؤصل، ترى هذا في وفرة المراجع وتنوعها وثرائها، كما تميزت بالروح المشبوبة والعاطفة الصادقة الحارة التي ترى ظلماً وقع على عَلَمٍ من أعلام التفسير ورائد من رواد الفكر.. تميزت هذه الدراسة العلمية المعمقة بعدد من الملامح جعلتها أكثر من مجرد رسالة علمية، وتميزت بالوسطية والاعتدال في الطرح والتناول وتلمس طريق الدعوة من رائد من روادها، سار بين أشواكها ووصل إلى قمة ورودها، وبروح الداعية التي مزجت بين عمق الدرس الأكاديمي والعاطفة المشبوبة للداعية المتمرس الذي له عين على ما يكتب وعين على ما يعيش؛ فجمع في دراسته بين الوعي والسعي وبين التأصيل والتنزيل، واللغة الراقية الرقراقة التي تدخل إلى القلب بسهولة لأنها مشبعة بالروح الحية الوقادة. لقد كانت هذه الرسالة صرخة من صرخات الصدق وقذيفة من قذائف الحق وسط الشغب العلمي أو الفوضى التي يثيرها بعض الكارهين للمنهج الحركي الذي تبناها السيد القطب رحمه الله. وأما صاحب الدراسة فضيلة الأستاذ الدكتور خير الدين فشهادتي فيها مجروحة لأني أحببته قبل أن أراه فلما رأيته؛ رأيته أكبر من تخيلي له، لقد اقترب الدكتور خير الدين من السيد القطب وفكره وتشبع بنظراته وتوجهاته فكان ذلك له فتحاً مبيناً وخيراً على خير. لقد كان وقوفه أمام الظلال وصاحب الظلال بركة وخيرًا وافقت نفساً محبة للخير حريصة على أمتها فكانت نتاجاته كلها مشبوبة بروح الدعوة ولم تخرج عن المنهجية العلمية والضبط المعرفي. سار مع الظلال وصاحبه فعرّف بمنهجه وسمات منهجه، وأبان عن أسس فكره وطريقته، واستخلص من تراثه خاصة الظلال معالم هادية صح أن يسميها (خريطة الدعوة إلى الله).

أ.د. رمضان خميس
أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر

معلومات إضافية