معلم الآلة الكاتبة ولونه الواحد

الوصف

كانت القاعة من الاتساع إلى حد لا يسمح لبصره بالوصول إلى آخرها، النظام الصارم لصفوف المقاعد نفسه والمناضد فوقها الآلات، كل ممتحن يكتب على واحدة، وهو يتحرك بينهم، يشغله الضجيج عن الاتساع غير الطبيعي للقاعة. بطريقة ما كان قادرا على العودة بالصوت المعدني إلى الحرف الذي يخصّه. عدد الممتحنين اللانهائي جعل رغبته في تحديد المضمون ضربًا من العبث؛ فاكتفى برد كل صوت إلى الحرف الخاص به، وكلما تقدم في الأمر، يزداد شعوره بثقل يُصعّب عليه الوصول إلى آخر القاعة.. ثقل يزداد بزيادة الضربات وباستمرارية قدرته على تلك الترجمة الداخلية، فيتحرك بجر رجليه إلى الأمام مدفوعا بقوة ما، لتباغته نهاية القاعة كمرآة ضخمة تمتد من الجدار إلى الجدار، يرى فيها ذاته تحديدا باهتا مشطورا رأسيا إلى قسمين: تتكدس في القسم الأيسر حروف الأبجدية سوداء ببروز كثيف وبعشوائية تسمح بتكرارها إلى ما لا نهاية، إذ يتوافد المزيد منها عبر نقطة من رأسه، تختفي خلف الخط قاسم الجسد.. بينما القسم الأيمن تتكدس فيه تكتكة الضرب على الآلات.

معلومات إضافية