الراوي مفكرا

الراوي مفكرا

5.00 د.ا

الوصف

السؤال الأبرز الذي ظلّ يلحّ عليَّ طوال أعوام هو: لماذا يندفع عالِمٌ وفيلسوفٌ ومناضلٌ سياسيٌّ فذٌّ مثل برتراند رَسْل إلى الكتابة عن جوزيف كونرواد ورواياته وعالم أفكاره، بكلِّ هذا الإجلالِ والشّعور بالخجل من إمكانية اتّهامه بأنَّه يوظّفُ معرفتَه به لتلميع ذاته؟ ولماذا نستشعرُ في ما كتبه عن كونراد رغبةً دفينةً في أن يكون روائيًّا؟ وهل كتابة الرّواية يمكن أن تكون أُمنية بعيدة المنالِ للمفكّر؟ وما الذي يمكن أن تضيفَه الرّواية لسجلِّ عالِمٍ وفيلسوفٍ ومناضلٍ لامعٍ مثل رَسْل؟

أخلصُ من هذا إلى القول بأنَّ المفكّر والرّواية يرتبطان بعلاقةِ عشق عاصفة، وقد تظلُّ هذه العلاقة طيَّ الكتمان أو الإنكار! وأحبُّ أن أضيف: إن الرّواية بوصفها قناعًا نموذجيًّا للمفكّر، ومحاولةً لتشخيص الواقع ونقده بطرق متعدّدة، ينبغي أن تكون واقعيّة مهما شطحت واستخدمَتْ من وسائل التّمويه، ومهما خرج من جيوب معطفها من تقليعاتٍ بقمصانٍ جديدة؛ فالرّواية كانت وما تزال وستظلُّ واقعيّة. وأيُّ نزوع للتمرّد على هذه الواقعيّة، تحت أيّ مسمّى، لن يؤكّد إلا حقيقة واحدة هي “مركزيّة الرّواية الواقعيّة” التي كلّما أمعنّا في الابتعاد عنها ازددنا اقترابًا منها، كالابن الضالِّ الذي كلّما ازداد نزقًا وحرَدًا وطيْشًا تزايد حنينه وشوقه للعودة إلى البيت!

لقد حاولتُ البرهنة -ما استطعتُ- على وجاهة أطروحتيَّ الرئيستين في كتابي هذا، عبر تمهيدٍ نظريٍّ وتاريخيٍّ وفلسفيٍّ للواقعيّة، وخمسِ دراسات تطبيقيّة في السّرد العربي القديم والحديث والمعاصر. وأحسبُ أنني لستُ بحاجة للتنويهِ بأن الرّواة في كل النّصوص التي أُخضعت للتّطبيق، لم يدّخروا وسعًا في تمويه أفكارهم ودوافعهم بطبقة سميكة من فنون السّرد، سواء على مستوى الحكايات الإطاريّة والثانويّة، أو التّقنيات، أو الشّخصيّات، أو اللّغة، فجاءت محاولاتهم متساوقة مع أزمانهم التي أظلّتهم، ولا عجب؛ فإن لكلِّ زمانٍ مفكّرين ورواة .

معلومات إضافية

المؤلف

غسان إسماعيل عبد الخالق

الناشر

الآن ناشرون وموزعون

سنة الإصدار

2021

الطبعة

1

عدد الصفحات

174

القياس (سم)

17 × 24

الوزن (غم)

280

الرقم المعياري الدولي (ISBN)

978-9923-13-378-1