برواز شوق

الوصف

“فكّر عنها بتاجِها وفي عِزِّ القذائفِ التي ربّما ستأخذُ روحَهُ. أكانَ منفذَهُ للهروبِ أم تكتيكهُ للبقاء؟ اعتقدَ أنّ غزّة أجملُ مكان لاقتناء تيجانِ الملكات. أليست ملكةَ قلبهِ أوّلاً؟ حين يستعرضُون الذّهب يفخَرُون بذَهَبِ غزّة أوّلاً وجودَتِهِ، أفلا يفكّر باقتنائه من هنا بالذّات كي يذكّرَها أنّ هذه المدينة المتوّجة بالألم تعرف مظاهرَ الفرح أيضاً؟ لديها صاغةٌ وذهب، تيجانٌ وخواتم وسلاسل ومحابس لأَسرِ الرّجال طوال العمر حولَ أصابع النّساء. سيخبرُها كم سيكونُ سعيداً بأسرهِ حولَ أصابعها زمناً طويلَ الأمد، وسيلفُّ ذراعَهُ حولَها ويرقص معها رقصةَ البنات تحت رذاذ الشّتاء الأوّل كما يفعلون في الأرياف اليونانيّة حينَ تسقط أوّل مَطَرة. لن يبحثَ عن شبيهَين لهُما، سيكفيه هيَ كي يُتقنَ هذا النّوع من الرّقص الماجن تحت سماءٍ بحذاءٍ طويل العُنق وكعبِ مسمار. ألا يذكّرهُ الرّذاذ برقصات الصّبايا البِكْر؟ ولو قُدِّرَ له سيأتيان معاً إلى هذه المدينة كي تُشفِي غليلَها من الذّهب والفضّة وتوابل الحياةِ برُمّتها. في السّوق القديمة، سوق القَيساريّة، تعيشُ حوانيتُ نادرةٌ لصاغَةٍ لن تسمعَ عنهم ما لم تطأ قدَمَها غزّة”.

رجاء بكريّة • أستاذة محاضِرة في موضوع التّعدُّدية المجاليّة، والكتابة الإبداعيّة، في المراكز الثّقافيّة والكلّيّات الأكاديميّة. • تكتب في النّقد المسرحيّ الفلسطينيّ، ولها مجموعة من الأبحاث الدوليّة المحكّمة باللّغتين العربيّة والإنجليزيّة، تتمحور حول لغة الكاريكاتير في الأدب. • صدر لها: “مزامير لأيلول” (نصوص، 1991)، “عُواء ذاكرة” (رواية، 1999)، “الصّندوقة” (قصص، 2003)، “امرأة الرّسالة” (رواية، 2007؛ ط2، 2014، تُرجمت إلى الكردية ونُشرت عام 2010)، “الباهرة” (قصص، 2015؛ صدرت أولاً مترجمةً إلى الكرديّة، 2009)، “عين خَفشة” (رواية، 2017)، “نَمِر الثّلوج” (رواية للفتيان، 2022). • حصلت على جوائز عدة، من بينها جائزة القصّة القصيرة لنساء حوض المتوسّط، مارسيليا-فرنسا (1997)، وجائزة التفرّغ الأدبي (2018). • تُرْجِمت نصوصها إلى لغاتٍ عدّة، منها: الإنجليزيّة، الإيطاليّة، الفرنسية، النّرويجيّة، الكرديّة، والعبريّة. • يُدرَّس أدبُها في عدد من الجامعات والكليّات الأكاديميّة. • شاركت في عدد من المؤتمرات العربيّة والدّوليّة.

معلومات إضافية