تحت شمس خفيفة (مقاربات في الشعر والحياة)

الوصف

حين تبحث عن الشاعر في (بيت شعره) فقط، فإنّك لن تتعرّف سوى على جانب محدود من ذاته الرحبة، وذلك يعني أنّك لن تتمكّن من التعرّف جيّدًا حتّى على شعره ذاته، الّذي هو بيت كينونته كلّها. ويوسف أبو لوز – كأيّ شاعر فذّ – اشتغل منذ البداية على توسيع بيت كينونته، ليتيح للمتلقّي أن يطلّ عليه من شرفات أخرى تتكامل مع القصيدة وترفدها وتضيء عليها.

في هذا الكتاب، نرى الشاعر وهو يرى. نرى الموضوعات الّتي تنعكس ذاته في مراياها العميقة، ونرى زوايا النظر الّتي تتحكّم في رؤيته للعالم وللأشياء، ونرى بالذات محصول الضوء الّذي جناه من معانقة العالم والانغماس اللذّيّ فيه، وهو المحصول الّذي خبّأه لنا في كتابه هذا.

ثمّة مقاربات وانشغالات وحفريّات تكاد تناظر فعل الناقد. لكنّها لا تتخلّى عن غواية الشاعر وشهوانيّته في ملامسة النصوص والأفكار. ولذا فإنّ يوسف أبو لوز يعيد تعريف القراءة بوصفها بحثًا أبيقوريًّا عن اللذّة في المقروءات، لا بوصفها بحثًا عن الأفكار والمنافع الباردة، ذلك لأنّ القراءة – بالنسبة إليه – هي الوجه الآخر السرّيّ للكتابة. من هنا تأتي أهميّة هذا الكتاب الّذي لا يذهب بنا إلى ما هو أبعد من اللذّة، ولا إلى ما هو أقلّ منها.

في شعره، كان يوسف أبو لوز يأخذ قارئه إلى مسرّات غير مسبوقة، وها هو يتابع الأمر نفسه بوصفه قارئًا يتبعه الغاوون.

زهير أبو شايب  

معلومات إضافية