سير سالم والجمل

الوصف

لقد استطاع أبو طارق أن يسرد لنا قصة هذا الشاب الذي لا يبصر، لكنه ذو بصيرة، حرَّكت فيه القدوم إلى حرية الإنسان والخروج من هذا السجن كما قال الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): «كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟».

يشقُّ الطرق الوعرة والوديان السحيقة والجبال الشاهقة إلى أن يصل إلى مبتغاه، ليس معه إلا عناية الله، والدليل والجمل الذي وصفه وصفاً وافياً وجميلاً، مبيناً قوته وقدرته على الصبر وتحمُّل مشاق الرحلة، كانت حافزاً لسالم أن يكون مثل الجمل في الصبر وتحمُّل عناء السفر، من أجل نيل الحرية.

بالإضافة إلى القصة فإن القارئ يطلع على حياة أهل ظفار في تلك الأيام؛ سكان البادية وسكان الجبل، وحياة رعي الماعز والإبل والأبقار، والتي تشكِّل جزءاً مهمّاً في معيشتهم.

ثم اللغة السائدة بين الأهالي، وهي الشحرية التي يعود كثير من أصول مفرداتها إلى السومرية والعبرية والعربية، وحضارة سمهرم في ظفار أرض اللبان قبل 2500 عام.

هكذا إذاً يحتوي هذا الكتاب علماً ومعلومات مفيدة للقارئ العربي، وكفاح شاب ضرير للتحرُّر من ذلك السجن الحديدي الذي ضُرِب على أهل ظفار وعلى تاريخ هذا الجزء العزيز من الوطن العربي في الحاضر وغابر الأزمان.

معلومات إضافية