المباحية الشرعية (نظرات في الحرمان العاطفي والشقاء الجنسي)
4.00 د.ا
- الوصف
- معلومات إضافية
الوصف
مشكلتي الرئيسة أنني أنثى وحيدة، في غابة من الذكور، أسمع صراخ رجولتهم، وأشمّ رائحتها كل لحظة، وهي تعبّر عن ذاتها كلّ حينٍ بتباهٍ واستعراض، وأحياناً بكثير من الفخر، وتسجيل البطولات «الذكورية»، أما أنا، وحدي أنا، فمطالبة بالاعتذار عن كل لفتةٍ أو كلمةٍ أو تنهيدةٍ؛ لكوني أنثى، عليّ أن أداري جسدي، وألفّه بما يكفي لإخفاء معالمه كلها حتّى وأنا داخل البيت، إن نسيت وضحكت بصوتٍ عالٍ، قيل لي: عيب أنت بنت! وإن مرَّ بشاشة التلفزيون مشهد تعبيريّ، فيه شيء من الإنسانية الدافئة، قالوا لي بصوت واحد: قومي اعملي لنا شاياً، حتى أمّي، التي يُفترض أنها الأنثى الثانية في البيت من حيث التصنيف الفسيولوجيّ، منحازة لذكوريّتها الدفينة، ولا أجدها في صفّي أبداً، بل هي على الدوام تشاركهم معزوفة: عيب، أنت بنت! أما والدي، فأكاد أسمع نبضه الدفاعيّ أحياناً، لكنه لا يجرؤ على ضمّي إلى صدره بحجة أنني لست ذكراً، وسأكون منصفة وأعترف، فقد خصّني بدفق كبير من الحنان، أشعر أنه الأقرب مني، كان يضعني في حضنه، وأنام أحياناً بينه وبين والدتي. كم كان حنوناً عليَّ وأنا طفلة صغيرة! لكنني حينما كبرت قليلاً تغيّر فجأة، وصار ينظر إليّ وكأنني «امرأة»، فنادراً ما يلثمني أو يحضنني، تمنّيت من أعماقي أن أبقى صغيرة حتى أظلّ في حضنه. لكنني كبرتُ وكبرَتْ ضريبة جسدي الأنثوي، أنا بالنسبة لهم، أعني إخوتي الذكور، مجرّد «عرضهم» أو شرفهم، لا شقيقتهم، وهدفهم الأسمى في الحياة أن يحافظوا على هذا العرض.
معلومات إضافية
المؤلف | حلمي الأسمر |
---|---|
الناشر | الآن ناشرون وموزعون |
سنة الإصدار | 2019 |
الطبعة | 1 |
عدد الصفحات | 184 |
القياس (سم) | 14.5 × 21 |
الوزن (غم) | 260 |
الرقم المعياري الدولي (ISBN) | 978-9923-13-040-7 |