صدر حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون” كتاب “نزيلا قاسيون يتبعه أناشيد النبوءات المتوحشة” للكاتب الهواري غزالي

كتاب “نزيلا قاسيون يتبعه أناشيد النبوءات المتوحشة” للكاتب الهواري غزالي

في هذا الكتاب، يستعيد الشَّاعر نصوصَه الأولى التي جمعَها بعد أن عقدَ سفرًا في اقتفاء أثرِ الأمير عبد القادر بن محيي الدِّين عبر مدنِ منافيه الكثيرة، بين ﭘو وبوردو وأمبواز ودمشق.
وخلافًا لمن عهدوا في أسفارهم على اصطحاب الأحياء معهم، يبحث الهواري غزالي في سفرِه عن معنى المنفى وتجلِّياته من خلال اصطحابه أرواح الميِّتين، الذين تركوا خلفهم آثارَها في ما كتبوا، وقد أُلْبِسُوا جبَّة النَّاظرين وهم يجوبون الأرض برًّا وبحرًا.
ولقد كان منطلقُ الكاتب في هذا النَّص، وقوفَه أوَّلاً على قبر سالم، الذي لم يُكتبْ على شاهدته الجنائزيَّة تفاصيلُ نَسبِه بالاستيفاء المطلوب مثل بقيَّة أفراد حاشية الأمير الذين دُفنوا بأمبواز بعدما نفَتْهُم فرنسا إليها. وفي هذا الوقوف، حيث غربة سالم الأبديَّة، بالنَّسب والبلد، سيتحرَّك إحساسُ الكاتب نحو وجوبِ عقدِ تقصٍّ شعريٍّ للمنفى، قبلَ أن  يجد نفسَهُ في الأخير بالصَّالحيَّة، بجبل قاسْيون في دمشق، بداية شهر ماي من عام 1428 – 2007، مستسْلِمًا لليقينِ أمامَ ضريح الشَّيخ الأكبر محيي الدين بن عربي ومتأمِّلًا.
وإذا كانت في المنفى عزلةُ النبيِّ وخلوَةُ الوليِّ، فإنَّ مَن يسلك مسالكَهما، بعينٍ شاهدةٍ، سيؤتَى عنهما حتمًا بالخبر، فجاء “نزيلا قاسيون” في هذا الكتاب كسردٍ لوقائع هذه الرِّحلة، وجاءت “أناشيد النُّبوءات المتوحِّشة” كنصوصٍ شعريَّةٍ منظومةٍ فيها.