أبناء الأرجوان

أبناء الأرجوان

خرجت من الخيمة، أخذتها خطواتها بلا اتجاه بعيداً عن أضواء الخيام، عبث نسيم بثوبها فخلعت وشاحها وحلّت شعرها، أغمضت عينيها وحاولت أن تعيش آخر لحظات من الحرية نحو العبودية المطلقة، بدأت القضبان الحديدية تقفل على جسدها ونفسها، بدأت تناجي نفسها وتبكي: لو كان قلبي من زجاج لتَهشّمَ منذ زمن بعيد، هل هو الحب أم الذكرى ما يبقيني على قيد الحياة؟ رغبة الحياة ما زالت تحييني، تجعلني أرى شيئاً ما خلف تلك الآفاق البعيدة، ربما تتغير الأقدار وربما تتحول القوى، لي قلب يرى ما لا تراه العين ولا تسمعه الأذن، يرى عشقاً خفياً يجعل الذكرى تحيا في المخيلة وكأن الماضي هو الحقيقة فقط وكأن الحاضر ليس الآن، ضاع العمر وضاع الحاضر، ما يزال قلبي يرتعش من الغربة والبعد عن كل ما يعرف، هل هو الحب أم ذكرى ذلك الحب؟ أم دمعة على ماض احترق وبقي منه رماد الذكرى. قلبي وعقلي لا يتفقان، عقلي يقول لي بأن حباً ضمّني ذات يوم لن يعود وأنه ضاع إلى الأبد، وقلبي يبكي ويدمع دمعة واحدة حزينة يتوسّل الأمل.