حبة قمح


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    إنّ في قصص هاشم غرايبة إلحاحاً للعودة إلى الطفولة؛ طفولة الكائن، وطفولة الكون،.. وفيها يستعيد سيرة الأشياء بأنسنة اللحظة التي تختزل معنى الوجود الذي يمرّ أمامنا كطيف، مجرّد طيفٍ لا نمسك منه سوى الحلم والوهم. ويقرأ نشوان في (حبّة قمح) لغرايبة (الماركسي) صوفيّةً غامضةً، لها إيمانها الخاصّ ومذاقها الخاص الذي تتلذّذ به النفس بداعي الحكي، ولما تشبّعت به الروح من معرفةٍ قالتها التجربة الشخصيّة التي عاركت الحياة، وعاركتها حتى تجرّحت لغتها، فرقّت الكتابة من شدّة العناء والمعاناة. ويضيف نشوان أنّ القاص الراوي يدوّن اللحظات الإنسانيّة الأكثر بساطةً ضمن حوارٍ داخلي يتأمّل فيه بصفاء العارف القلق رحلة الحياة في مدارجها ومنعرجاتها وفرحها ومفازاتها وخساراتها، ليقول بصوتٍ خافتٍ ما فاتنا وما لم نستطع الإمساك به؛ إذ يقول ما رأى وحده، بلغةٍ مكثّفة، منوّعاً بين دهشة الرمز وصدمة الصريح ضمن حكاية/حكايات تشبه ما يخالجنا بصمت، ولا يتسنّى لنا قولها: (إننا- فقط- نمرّ بالجمال).