حفل إشهار رواية أبناء غورباتشوف

حفل إشهار رواية أبناء غورباتشوف


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    بدعوة من اللجنة الثقافية في نادي ابن سينا لخريجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي سابقًا جرى حفل إشهار رواية أبناء غورباتشوف للكاتب الروسي ألكسندر أندروشكين، بترجمة الدكتور باسم إبراهيم الزعبي، في مقر النادي بجبل اللويبدة، يوم الأحد 3-7-2022.
    تحدث المترجم في بداية الندوة عن سبب اختياره لهذه الرواية لترجمتها من الروسية إلى العربية، مشيرًا إلى أن المرحلة التاريخية التي تتناولها الرواية هي مرحلة مهمة وفاصلة في تاريخ روسيا والعالم أجمع، إذ إنها كانت مرحلة انهيار ثاني أعظم دولة في القرن العشرين- الاتحاد السوفييتي، وخضوع العالم لقوة واحدة مهيمنة. مبينًا أنه جرت هناك تحولات اجتماعية وسياسية وفكرية في المجتمع السوفييتي في المرحلة التي تزعّم فيها ميخائيل غورباتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفييتي البلاد، وأضاف المترجم أن هذه الحقبة ربما جرى تناولها بالتحليل كثيرًا، لكنها في الأدب لم تُتناول بما فيه الكفاية، ومن هنا تتأتى أهمية هذه الرواية.
    أما الناقد الباحث معاذ بني عامر الذي أعدّ ورقة نقدية عن الرواية فقد حدّد الثيمة الرئيسية في الرواية والثيمات الفرعية، فقال: ثمة ثيمتان صغيرتان تشتغلان على صيغتين: الأولى تشتغل على أسلمة موسكو، والثانية تشتغل على تحطيم أرثودكسيتها وإلحاقها بالنسخة الأمريكية من البروستانتية.
    أما الثيمة الكبرى فقد تجسدّت في الروح القومية الروسة: الروح القويّة، الصلبة والوطنية التي لا تخلو تطلعات عالمية.
    الثيمة الكبرى، حسب بني عامر، برزت بروزها العالمي في القرن التاسع عشر على أيدي عباقرة روسيا، بعد أن غرسوا جذورها في أعمق نقاط النفس الإنسانية. لذا لم يكن ثمة خوف على روسيا حتى بعد أن تفكّكت الدولة المركزية وعبث بها كل من هبّ ودبّ، ففي القرن التاسع عشر توسّعت مدارك الروح القومية الروسية إلى حدود كبيرة، فاستوعبت النفس البشرية في تجلياتها المتعددة: النفس إذ تجادل، وإذ تخون وإذ تمكر، وإذ تفكّر، وإذ تتنكّر للجميل، وإذ تتصيّد لحظات الضعف…إلخ.
    وأضاف الناقد إن أبناء غورباتشوف الغاضبون كانوا جزءا لا يتجزأ من المدار الذي تتحرّك فيه الروح القومية الروسية، أو ضمن المدار الذي اصطُلِح عليه بالروح القومية الروسية، لذا لم يكن غريبًا عليها أن تستوعب غضبهم–مع الإيحاء لهم بأنهم في طريقهم لكسب المعركة- وتحوّلها إلى صالحهم. فـ (الملّا رحيموف) إذ يُريد أسلمة موسكو؛ تُوهمه الروح الروسيّة الجمعيّة، أو العقل الكُليّ الذي يُسيّر الأروح والحيوات، أنه سينتصر فيرفع راية الإسلام في معقل الإلحاد الأكبر، تُوهمه بالانتصار لتكون خسارته في النهاية مُدويّة.
    أما “مارتن بونديس” فقد انخرط في طقوس دينية على الطريقة الأميركية، إذ أن الروس كانوا قد أوصلوا للأمريكيين سشعورًا بأنهم( أي الروس) حُرموا طويلًا من المسيح، وعلى أمريكا أن تُعيد توطين المسيح في موسكو من جديد. هذا الوهم هو إبداع الروح القومية القادرة على العطاء حتى وهي تتعرّض لضربات موجعة ومؤلمة، وفي مناطق حسّاسة.
    عندما فقد الأب في روسيا سلطته المركزية أواخر الألفية الثانية، بدأ أبناؤه بالتململ والغضب، بما حدا باثنين منهما أن يشحذا سكاكينهما كي يقتلاه: لقد اكتسبت حادثة القتل شرعيتها من مرجعية دينية: الأولى أرادت الثأر للحالة الإلحادية، والثانية أرادت الثأر لرفض الصيغة الصحيحة للنصّ الديني.
    وفي ختام مداخلته خلص بني عامر إلى نتيجة مفادها أن أحد مشاكل الشرق والغرب في عالمنا المعاصر أنهم لا يفهمون الروح القوميّة الروسيّة تمام الفهم، كما اصطلح عليها “دوستويفسكي” في رائعته (الأخوة كارامازوف).
    يذكر أن المترجم يحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة من أكاديمية العلوم السوفييتية سابقًا، وهو قاص صدرت له ثماني مجموعات قصصيّة، وأصدر أكثر من عشرة كتب مترجمة ضمّت عشرات القصص لكبار الكتّاب الروس من الحِقب الأدبية العديدة، وترجم كتاب” دكتاتورية المستنيرين” للكاتبة أولغا تشيتفيريكوفا الذي حاز على جائزة مجمع اللغة العربية لأفضل كتاب مترجم عام 2021، واخيرًا رواية أبناء غورباتشوف للكاتب ألكسندر أندروشكين.
    أما الكاتب والباحث معاذ بني عامر فهو حاصل على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك في الأردن، أصدر مسرحية”مقامرة في بيت العنكبوت” التي حصلت على جائزة سعاد الصباح للإبداع العربي/ دولة الكويت سنة 2002 م،  وله كتاب”مقالٌ في الوضع الآني ” 2002، وله العديد من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات الأردنية والعربية.