“وكالة الأنباء العمانية”
يطلّ الكاتب الأردني سامر حيدر المجالي في إصداره الجديد، على مفهوم الحياة، مرتكزًا على أربعة محاور هي: العلوم التجريبية (الفيزياء تحديدًا)، والقرآن الكريم، والتصوف الإسلامي، والفلسفة الغربية المعاصرة. ويقول المؤلف في مقدمة كتابه المعرفيّ الذي يحمل عنوان “مع الحياة.. نظرات في صفاتها وأسرارها”، إن الحياة “موضوع واسع”، واكتشافها على حقيقتها الكاملة “أمر فوق طاقة البشر”، لذلك فإن البرهنة على وجودها “عناءٌ غير محمود”، لأنه يتناول بديهة من البديهيات. ويقدّم الفصل الأول من الكتاب تعريفَ الحياة في قواميس اللغة، وفي الموسوعات، وعند علماء البيولوجيا. ويتناول الفصل الثاني الرؤية الفيزيائية لموضوع الحياة عند “إرفين شرودنغر”، الذي يعد من ألمع الفيزيائيين في القرن العشرين وصاحب كتاب: “ما الحياة؟ الجانب الفيزيائي للخلية الحية”. ثم يقف الفصل على أبحاث “كارلو روفيللي” التي استَخْدَمت مفهوم شرودنغر للفوضى والنظام لتضع تصورًا يُحلّل العلاقة بين الإدراك والزمن والأنظمة المشاهدَة في العالم المحيط بالمخلوقات.
ويناقش الفصل الثالث مفهوم الحياة في القرآن الكريم عبر النظر في تفسير ثماني آيات قرآنية اجتمعت فيها أهم الأفكار التي تناول القرآنُ مفهوم الحياة من خلالها. وتتنوع خلال ذلك الرؤى بين رؤى سلفية تقليدية، وكلامية، وعرفانية، وبلاغية، في محاولة للإحاطة بفهم المفكرين المسلمين للحياة كما أخبرهم عنها القرآن الكريم. ويختص الفصل الرابع بمحاولة فهم الحياة عند عبد الكريم الجيلي المتوفى سنة 805هـ، ومحي الدين بن عربي المتوفى سنة 638هـ. إذ قدَّما بحسب المؤلف تصورات جعلت الحياة سمة كونية عامة تخترق الوجود من أوله إلى آخره، وشكلت رؤاهما ذروة في مفهوم الحياة العرفاني. ويناقش الفصل الخامس فكرة الحياة عند الفيلسوف “هنري بيرغسون”، الذي جعل فكرة التطور منطلَقًا له ليقدم فهمًا خاصًّا لآليات نشوء الحياة وتقدّمها خلال الحقب التاريخية المتتالية. وفي خاتمة الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” (2021)، يورد المؤلف مجموعة من الرؤى النقدية المتصلة بالواقع الفكري والإنساني الذي تواجهه مجتمعات ما بعد الحداثة، والمجتمعات العربية الإسلامية على وجه التحديد. يذكر أن المجالي روائي وباحث في مجالات الفلسفة والتصوف والإسلاميات، صدر له سابقًا: “شياطين في حضرة الملكوت” (دراسات عرفانية)، و”أكمام الحب والغضب” (مقالات)، و”المؤابي” (رواية).