رواية “شرفة غرفة الجلوس.. ‏”The Balcony in The Parlor” عوالم جذابة وأحداث مشوقة

رواية “شرفة غرفة الجلوس.. ‏”The Balcony in The Parlor” عوالم جذابة وأحداث مشوقة


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    صدر حديثا عن “الآن ناشرون وموزعون” رواية “شرفة غرفة الجلوس” ‏‎(The Balcony in The Parlor)‎‏ للكاتبة اليافعة الواعدة شهد ‏منصور والتي صدرت باللغة الإنكليزية. عوالم اعتيادية تقدمها الكاتبة الشابة بطريقةٍ سحريةٍ ساحرة مسبغةً على العادي هويته ‏المكتسبة من المقام الذي تم تقديمه ضمن إطاره. تفتتح الكاتبة روايتها بانتقال عائلة غرينوالت إلى بيت العائلة القديم الأشبه ‏بقصرٍ أرستقراطي وَإن كانت ألسنة الشائعات قد طالته واصفةً إياه “بالغرائبي” بيد أن ديلا بطلة الرواية وَهي فتاةٌ ذكيةٌ فضوليةٌ في ‏الحادية عشرة من عمرها قد شعرت بأن وراء هذا المنزل سرٌ لا بد لها من كشفه لتبدأ رحلة بحثها عن “السر” عبر أروقة المنزل ‏المظلمة مضيئةُ طريقها بشمعةٍ مرتجفة لتجد في غرفة الجلوس مفتاح شرفةٍ عجيبةٍ تمكنك من الإطلال على المستقبل القريب.
    إذ ‏تعثر ديلا على المفتاح مخبأً في درجٍ داخل خزانة أدراج تحت صورة الجد الأكبر لسلالة عائلة فينست غرينوالت التي تنحدر منها، ‏وَكأن الكاتبة تربط بذكاءٍ ملفت بين التاريخ وَالمستقبل جاعلةً التاريخ الجمعي مفتاحنا نحو المستقبل. النوافذ في المنزل أيضاً ‏مغطاةٌ بستائر نصف شفافة بإشارةٍ منها إلى أن الحقيقة دوماً نصف ظاهرة وَنصف مخفية، وَلعل ذلك ما جعل الكاتبة تسرف في ‏وصف عيون الشخصيات منبهةً إلى أهمية البصر وَالبصيرة.
    يحدث لاحقاً أن يزور العائلة السيد والس محاولاً عبر التهديد إجبار ‏والدها على بيع قصره له وَكأنه يريد أن يسرق منه تاريخه ليتلاعب بالمستقبل عبر الشرفة التي تكشف المستقبل. تهرب ديلا من ‏المنزل بتزامنٍ مع ذهاب والدها في رحلة عمل في محاولة منها لإنقاذ جديها من خطر السيد بانك المهدد لهما لتتفاجأ بوجود ‏والدها هناك ليحدث الصدام وَالتصارح بينهما حول الشرفة وَالتهديد الذي يمثله السيد والس للبلاد كاملةً. في طريقها إلى منزل ‏جديها في إيدينبرغ تعثر ديلا على السر الحقيقي “سر الحياة” وَقد رأت معاناة الفقراء أطفالاً وَبالغين وَالخطر الذي يمثله والس ‏وَأمثاله عليهم خصوصاً بعد فقد الكثيرين لوظائفهم لترجع من رحلتها مزودةً بالمعرفة.‏
    تنطوي الرواية على عوالم جذابة وَأحداث مشوقة تنبئ بكاتبةً شغوفةٍ مميزة تمتلك الخيال وَالثقافة. إذ تمكنت الكاتبة من جعل ‏القارئ يشعر بروح المكان وَكأن صور الأجداد أشخاص من لحمٍ وَدم ما يجعل القارئ ينسحب معها طواعيةً عبر عوالمها ملتهماً ‏الرواية دفعةً واحدة بنفسٍ واحد. سيتفاجأ القارئ حتماً حين يعرف أن الكاتبة لم تتجاوز بعد عامها الثالث عشر كتبت روايتها ‏بأجنحة الطموح غير المحدود، على نحو سيصفق لها هاتفاً واصلي التحليق يا شهد. ‏
    يذكر أن شهد منصور كاتبة سورية، تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا. كانت القراءة الدافع الذي منحها الإرادة للكتابة، وهي طموحة ‏للتعريف باسمها من خلال كتابة الكتب. شهد مولعة بالقراءة وتعلم اللغات والعزف على الكمان.