“دروب الرمل” رواية جديدة للأديب سليمان القوابعة

“دروب الرمل” رواية جديدة للأديب سليمان القوابعة


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “الدستور” الأردنية

    يطل علينا الكاتب سليمان القوابعة صاحب حوض الموت والرقص على ذرى طوبقال والسفر برلك بآخر إصدارته: رواية دروب الرمل، الصادرة عن الآن ناشرون في عمّان.
    القوابعة الذي رافق الراحل تيسير سبول في طفولته، والذي احتفى بالمكان والإنسان الأردنيين في مجمل أعماله الروائية، الإنسان المنتمي لهذه الأرض، والذي يكابد صروف الحياة والواقع القاسي، والصراعات السياسية والوطنية، يعود إلى ذات الثيمة: البحث عن وطن، والاهتمام بالشخصيات الشخصيات الوطنية التي مرت بمحن عصيبة نتيجة مواقفها السياسية، أبطال هذه الرواية يعانون من الإبعاد أو البعد عن وطنهم أو حتى فقدان هذا الوطن، ويظلون في حالة بحث دائم عنه. وهو لا يفتأ يذكر بترابط مصير الشعبين الأردني والفلسطيني.
    يقول عن نفسه وعن روايته دروب الرمل:»… ومع تلك الرِّوايات كرجل مشّاء في دروبه الظامئة استوقفته الأمكنة، فاستأنس بصحبتها، وكانت من شخوص رواياته. تلتقيه وتسافر معه عَبْر مسافاته البعيدة من المغرب والجزائر وتونس وتخوم فلسطين.
    وفي الأردن يستنهض المشيب عزائمه ليتَّجه إلى خاصرة مُشرقة ليشرب من مياه دجلة. ومِن بعيد يتَّجه البصر جنوباً إلى ديار الخليج وهو يخطّ حروف روايته السّابعة»دروب الرَّمل» كي ترى النور.»
    ويقول عن احتفائه بالمكان، في حوار له نشرته جريدة القدس العربي اللندنية».. فرُغم أنني كتبت عن مجتمعات أخرى عايشتها في شمال إفريقيا ومسّت بعض جوانبها مشاعري وهي جزء من وطني العربي الممتد، رغم ذلك فإنني أعود إلى المجتمع الذي أعيش في ثناياه ألا وهو مجتمع المناطق النائية، أو المواقع التي أصابها التهميش ويسكنها الطفارى، ولا بد من تعزيز تواجد ساكنيها ورفد إنجازاتهم وما عندهم من إبداع.»
    ومما يقوله الكاتب في الرواية:»… لم يبقَ للظنون حسابها. الأيام تمضي وكأنّ الذكريات خفّت أوجاعها نحو واقع أخذ مداه ليضمّ الاثنين بجوار شرفة هادئة والمذياع لهما شريك، واللحظات لا تخلو مِن يقظة يلتقي معها الخيال فتغلبه الدَّهشة.
    وعلى مقعدين هما، وشرفة المنزل تُطلّ على القريب والبعيد، ومِن المذياع يأتي ما يريح، وأضواء مِن أفق البلدة الغربي تلتمع، ولرتيبة سؤال….
    – عزيزي يحيى، مِن هناك ناحية الغروب أضواء تتَّضح رغم البُعد، هي مِن فلسطين كما أخبرني عمّي.
    – ومِن هذه الجبال سبق أن رأيتها منذ أوّل ليلة جئتُ منفيّاً. هي أضواء مدينة الخليل وحواضرها التي تُعيدني لما يحتويه غربها…. أقصد بلدتي صرفند العمار واللد والرَّملة ويافا وغيرها. وهناك يا حبيبتي كانت لي حياة ولي فيها وطن…
    – وها أنتَ تذكِّرني بأيام صغري حين كانت الطالبات يسألنني.. «مِن أيّ وطن أنتِ يا ابنة النَّوَر. أنتُم الغجر دائماً في سفر تبحثون عن وطن ولم تجدوه بعد».
    عزيزي يحيى، كانت تلك الأسئلة وما يليها تجرحني بصمت، وتردّني لمأساتي التي كادت توصلني إلى حتفي، وها هو الجرح يَمثلُ بين عينيّ وعلى الجبين، وكأنه يسألني عن غياب أهلي الذين لم أشاهدهم منذ سنوات فلا تنظر إليه…»
    يعد القوابعة واحداً من الأسماء الأردنية البارزة في حقل الرواية، أصدر روايته الأولى» جُرح على الرمال» عام 1969م، ثم ظهر له: شجرة الأركان عام 1978م، وحوض الموت عام 1994م، والرقص على ذرى طوبقال  عام 1998، و»حلم المسافات البعيدة»  عام 2007. و» سفربرلك ودروب القفر» عام 2010م.وكتاب فضاءات عربية.. ضانا ساعة الضحى، عام 2002م، وغيرها.
    وسليمان القوابعة كاتب له أدواته التعبيرية وأسلوبه الخاص به، ويمتلك رؤية واضحة في الدفاع عن مشروعه الروائي. نال العديد من الجوائز الأدبية على المستويين المحلي والعربي؛ فقد حصل في عام 1976م على جائزة «النص الأدبي» من تونس ، وفي عام 1978م حصل على «جائزة الرواية العربية» من المغرب، وحصل كذلك عام 1979م على «جائزة الشعر» من مهرجان أغادير، كما حصل في عام 2009م على جائزة التفرغ الإبداعي من وزارة الثقافة  في الأردن.
    وسبق وأن كرّمته الجامعة الأردنية التي تخرّج فيها ضمن دفعتها الأولى، بإعادة طباعة روايته جُرح على الرمال، كأول رواية صدرت عن الجامعة الأردنية عام 1969م.