تتوغل الكاتبة العُمانية عزيزة الطائية من خلال روايتها “أصابع مريم” التي صدرت طبعتها الثانية مؤخراً، في نسيج المجتمع العُماني، مبرزةً المسلّمات الاجتماعية المتوارثة برؤى عصرية تحاول اختصار المسافة بين التقليدية والحداثة.
ووفقاً للكاتبة الدكتورة عزّة القصابية، تُظهر الرواية الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” بالأردن، ملامح التمرد على التقليدية في الكتابة، وتلتقط مفرداتها من المراحل الزمنية التي عاشتها شخصياتها.
وترى الناقدة بديعة النعيمي أن الحب هو الثيمة التي تتمحور حولها أحداث الرواية، ولم يقتصر ذلك على الحبيب بل تخطاه إلى الحب الأبوي وحب الوطن، لكن الظروف جعلت هذا الحب حباً هشاً ومنهزماً. إذ يعيش القارئ في رواية “أصابع مريم” قوة العواطف من جهة، وانهزامية الشخصيات التي كانت عاجزة عن الحفاظ على حبها من جهة أخرى.
وتبدو هذه الرواية رواية عادية للوهلة الأولى كما يقول الروائي الجزائري سعيد خطيبي، وقد يتبادر في ذهن القارئ أنها لا تخرج عن المتعارف عليه، لكن شيئاً فشيئاً مع توالي الفصول “يرتفع الإيقاع، ويتوارى العادي وتحل محله الاستثناءات، ويتراجع التوصيف المتباطئ والرتم المنخفض وتتسع التعقيدات التي تربط بين الشخوص، وتتضاءل مساحة الراوي، وتتاح الفرصة لرواة جدد، ويتضاعف عدد الشخصيات الرئيسية والثانوية، وتنفتح الرواية على تعددية سردية، كما لو أن البداية لم تكن سوى شارة تحيلنا إلى مشاهد متسارعة في تأريخ للمكان ولساكنته”.
نقرأ على الغلاف الأخير: “كثيراً ما شهد بيت مريم في الجلسات المسائية أحاديث تنفتح النفوس فيها على هواء الطبيعة المنعش، وتتهادى ذاكرة القلب لتلقي بعض حمولتها من قصص في منزل مريم وخارجه، حين تحكى الحكايات كذكرى معطرة لم تفقد بريقها. دُهِشت ابتسام كيف تحتفظ وفاء بعد كل هذه السنين بذاكرة حبها، فهي لا تزال تعيش ظلال الحب كما لو أنه معها، أحست كما لو أنها تخفي شيئا، لكنها في الوقت نفسه تتوجع كلما قاربت الحديث عنه، وما عاد للتوجع مكان، مجرد محطة مرّت بها في حياتها وغادرتها من دون أن تفكر بالعودة إليها”.
يذكر أن الدكتورة عزيزة الطائية كاتبة لها العديد من الإصدارات المتنوعة بين النقد والسرد (القصصي والروائي) والشعر وأدب الطفل، وهي عضو هيئة تحرير في مجلة “عيون السرد” التابعة لجامعة تطوان/ المغرب. فاز ديوانها “خذ بيدي فقد رحل الخريف” بجائزة المبدعات الخليجيات (2019)، وتُرجمت بعض نصوصها إلى اللغات الألمانية والإسبانية والإيطالية والبوسنية.