أيام من مكونو وكورونا لإشراق النهدي.. قصص تتحدث من قلب الطبيعة

أيام من مكونو وكورونا لإشراق النهدي.. قصص تتحدث من قلب الطبيعة


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    تقدم القاصّة العُمانية إشراق بنت عبدالله النهدي في مجموعتها “أيام من مكونا وكورونا” مجموعة من القصص المستمدة مواضيعها من الطبيعة العُمانية وتقلُّباتها، وأَثَرها في الإنسان وحياته الاجتماعية..
    وجاءت المجموعة الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 144 صفحة من القطع المتوسط، وحضرت فيها التجليات المباشرة لجائحة كورونا خلال العامين 2020 و2021، وإعصار مكونو الّذي اجتاح سلطنة عُمان والمملكة العربيَّة السعوديَّة في منتصف العام 2018.
    واتسم أسلوب الكاتبة بالهدوء والسلاسة رغم ضخامة المشاهد التي تنقلها القصص، وحرصت على إبراز الخلجات النفسية للأبطال، مازجة بين العام الذي انعكست آثاره على الجميع، والخاص الذي يُبرز جوانية الشخصيات.
    تقول الكاتبة في إحدى قصصها واصفة مشهدا من قلب الإعصار:
    “ثمة نبتة صغيرة كانت أمام بيتنا ملتصقة بالحائط جهة غرفتها وتحت شرفتها مباشرة، زرعتها مع إخوتها ذات فرصة فرحة منسجمة مع اللهو واللعب. وكانت حينها في الرابعة. تجلس معها بالساعات، توشوشها وتعتني بها، تومئ برأسها وتحدّثها همسا وهي تهز رأسها بلا كلمات، ثم تحرّك أصابعها ويديها وتضحك. وفي إعصار مكونو عندما سقط البيت علينا ساعة ضربنا البرق الذي لم نتوقع شدَّته، كانت هي في الفناء خارج البيت، تحتضن براحتيها نبتتها. فمُتنا كلنا ولكنها نجت”.
    وتقول في قصة أخرى عنوانها “التباعد في حيز ضيّق”:
    “حاليا وكما تعلم، نحن نواجه جائحة كورونا متوشّحين بأقنعة من القلق وطبقات من المعقِّمات، والملامح من حولنا نافرة ولا يطفو عليها إلا الذعر والفزع. بالمقابل هنالك مطالبات من اللجنة العليا باتباع التباعد الذي تعذَّر علينا تطبيقه، فنحن كما تعلم وربما لا تعلم عدة موظفين في حيّز ضيق، مخزن صغير لا يكاد يتسع إلا لشخصين نحيلين، ولكن عددنا خمسة وأحجام بعضنا قد تكون… أقصد أننا لسنا نحيلي البنية”.
    وتطل خلال بعض القصص ملامح فانتازية تتحدث خلالها الظواهر الطبيعية.. فتقول الكاتبة على لسان البرق الذي رافق إعصار مكونو:
    “كانت لحظة مؤلمة عندما صعقتُهم. تلك الفتاة الرقيقة التي كان اسمها البرق تجلس بالخارج وتلعب مع الشجر والزهر، وأنا البرق القوي مسلط مع الرعد لأفتك بالبشر… وبكل شيء. خجلت من نفسي كثيرا. كان الأمر أشبه بالتناقض بين الخير والشر. بينما ظلت الطفلة تحرص وتحيط كفَّيْها بنبتةٍ ضئيلةٍ ووضيعةٍ لا قيمةَ لها، محاولةً حِمايتَها من الريح والمطر. كنت أدمّر بيتها وحياتها وأسرق منها سعادتَها. كلنا كنّا متعاونين؛ الإعصار مع الريح والمطر. توليفة من القوى الطبيعية. البشر سمونا مكونو. ولكنّي الوحيد الذي خجل من فعلته؛ ربما لأنَّ اسمي يشبه اسم الفتاة. سمعت الأم تصيح: «البرق، ادخلي بسرعة» والأب يقول: «أين أنت يا البرق. تعاااالي، البرررق… ادخلي». حسبتهم ينادون عليّ فلبيت النداء”.
    ومن الجدير ذكره أن إشراق النهدي حاصلة على بكالوريوس في الصيدلة، وهي مؤسسة ورئيسة مجلس إشراقات ثقافية، وأصدرت قبل هذه المجموعة خمس مجموعات قصصية. وهي كذلك عضو الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ومجموعة كبيرة من المجموعات والصالونات الثقافية داخل عمان. وسبق لها أن فازت بالمركز الأول في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في دورتها الثامنة والثلاثين في القصة القصيرة للعام 2021.