“جدل التجارب في الفيلم الوثائقي”.. رؤى إبداعية تتناول سياقات وثائقية متنوعة

“جدل التجارب في الفيلم الوثائقي”.. رؤى إبداعية تتناول سياقات وثائقية متنوعة


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “الدستور” الأردنية

    يقدم محمد محمود بشتاوي في كتابه “جدل التجارب.. في الفيلم الوثائقي” تحليلاته ورؤاه التي تتناول صناعة الأفلام الوثائقية، عربيًّا وعالميًّا، عبر زاوية نظر لا تكتفي بالإطار النظري الجامد، وإنما تتعداه إلى وجهات نظر جمالية وإبداعية تثري المادة المقدمة لقارئ الكتاب.
    وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في عمّان بدعم من وزارة الثقافة الأردنية في 262 صفحة من القطع الكبير، وضمَّ سبعة أبواب تنوعت مواضيعها، وحللت بشكل عملي مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية التي مثلت بيئات إبداع متعددة في إطاراتها الزمانية والجغرافية والحضارية.
    ويرى د. تيسير مشارقة في تقديمه للكتاب أن العمل يتميز “بقدرة تحليلية للعديد من الأفلام الوثائقية في تصنيف علمي غير مسبوق”، وأن هذا النوع من الكتب المتخصصة بصناعة الفيلم الوثائقي التسجيلي قليل ونادر، وهو يأتي “ليسد ثغرة في المعرفة وفجوة في النقد الفني لهذا النوع من الأفلام”.
    ويضيف أن البشتاوي “يحاول التأصيل والتأسيس لنظريته الخاصة في التحليل للسينما الوثائقية، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب من الناحية المعرفية. ويمكننا بالقراءة المعمّقة لأطروحات المؤلف أن نشتق أو نستخرج الرؤية النقدية والمنهج النقدي والخطوط التحليلية التي عمل عليها في معاينته النقدية للفيلم الوثائقي”.
    وأشار الناقد حسين نشوان في كلمة له على غلاف الكتاب إلى أن محمد البشتاوي يضع بعمله هذا “الفيلمَ الوثائقي في بوتقة التجربة بسؤاله الذي يقدّمه في العنوان بصيغة “جدل”؛ لإيمانه بالتنوع والتعدُّد وحدود المغامرة التي يلامسها الفيلم الوثائقي تاريخيًّا. وهو سؤال يقاربُ فيه عددًا من الأفلام التي بُثَّت على غير قناة من الفضائيات العربية، مبرزاً جمالياتها وأساليب إخراجها ومعالجتها التقنية والفنية وخصائصها”.
    وثمَّن نشوان “الجهد العميق والأصيل الذي بذله المؤلف في تغطية تجارب مجموعة من أبرز المخرجين العرب في هذا النوع من صناعة الأفلام، وكذلك في الإضافة النوعية التي يقدّمها والتي من شأنها أن تغْني العاملين والهواة في مجال السينما والأشرطة الوثائقية ومجال الإعلام”.
    وشملت الأفلام التي تناولها البشتاوي بالتحليل 27 فيلما، منها 5 أفلام لمخرجين عالميين من أمثال مايكل مور والأخوين لوميير وراشيل دريتزين وفيل بيرتسن وجيمس لونغلي وسانتياغو ألفاريس، إضافة إلى 22 فيلما عربيا بدءا من فيلم “بعيدا عن الوطن” المنتج عام 1969 للمخرج قيس الزبيدي، وصولا إلى أعمال تنتمي إلى الألفية الجديدة من دول عربية عديدة، من بينها الأردن وعُمان ولبنان ومصر والسودان، وخصَّ الفيلم الوثائقي الفلسطيني بفصل خاص من الكتاب قدَّم فيه مشاركات وأطروحات لعدد من المخرجين والنقاد الفلسطينيين.
    ومن الجدير ذكره أن محمد محمود البشتاوي صحفي يعمل في صناعة الأفلام الوثائقية منذ العام 2006م، وهو كذلك باحث ومنتج تلفزيوني ومطور أفكار في جهات إنتاجية عديدة.