“ديوان الصبابة” لابن أبي حَجَلة التّلمسانيّ: النصُّ والمخطوطاتُ والأرشيفُ عامر سلمان أبومحارب (أكاديميّ وناقد أردنيّ)

“ديوان الصبابة” لابن أبي حَجَلة التّلمسانيّ: النصُّ والمخطوطاتُ والأرشيفُ عامر سلمان أبومحارب (أكاديميّ وناقد أردنيّ)


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    (1)

    شکّلت ثيمة الحب موضوعة مركزيّة لعددٍ من الأعمال الكلاسيكيّة في الثقافة العربيّة الإسلاميّة في العصور الوسيطة، ولا شكّ أنّ ديوان الصبابة) لشهاب الدّين أحمد بن أبي حَجَلة التّلمسانيّ (ت.٧٧٦ هـ) يمثّل أحد أبرز الأعمال في إطار هذه البابة، وذلك إلى جانب كتاب (الزهرة) لابن داود (ت.٢٩٧هـ)، و(اعتلال القلوب) للخرائطيّ (ت.٣٢٧ه)، و(طوق الحمامة في الأُلفَةِ والأُلَّاف) لابن حزم الظاهريّ (ت.٤٥٦ه) (ينظر: ديوان الصبابة لابن أبي حَجَلة التلمسانيّ (ت.٧٧٦ هـ)، تحقيق: خالد الجبر وأحمد الشيخ، الآن ناشرون وموزعون، عمّان، 2024م).

    ولا نُدحة من القول: إنّ هذا الكتاب يتّخذ أهمّيته من سياق اللحظة الحضاريّة التي وضعَه مؤلفها في إطارها، فالسياق الثقافيّ والمعرفيّ للعصر المملوكيّ سياقٌ مختلفٌ عن العصور السابقة واللاحقة، حيث وسم دومًا بأنه عصر انحطاط وسقوط ثقافيّ كبير، بيد أنّ الباحثين تنبّهوا إلى أنّ هذا العصر يمثّل مكنزًا للآداب، ولعلّ أبرزهم هو محسن جاسم الموسوي، الذي اعتبر أنّ آداب العصر الوسيط كوّنت جمهورية من الآداب (ينظر: جمهوريّة الآداب في العصر الإسلاميّ الوسيط: البنية العربيّة للمعرفة لمحسن جاسم الموسويّ، ترجمة: حبيبة حسن، الشبكة العربيّة للأبحاث والنشر، بيروت، 2020م)، وذلك قياسًا إلى المصطلح الشهير (الجمهوريّة العالميّة للآداب) (The World Republic of Letters) الذي طرحته المفكّرة الفرنسيّة باسكال كازانوفا ((Pascale Casanova.