سارة الكعبي تقدم «سيرة النّبيّ الأمين» و«بيعة أمير المؤمنين» بروح أدبية معاصرة

سارة الكعبي تقدم «سيرة النّبيّ الأمين» و«بيعة أمير المؤمنين» بروح أدبية معاصرة


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    تقدم الأديبة الإماراتية سارة الجروان الكعبي سردية تاريخية شاملة تتناول سيرة النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وحياة ابن عمه وخليفته الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك في جزئين كان عنوان الأول منهما «سيرة النبي الأمين»، في حين كان عنوان الثاني «بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب».
    وجاء العمل الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 800 صفحة من القطع المتوسط توزعت على الجزئين، وامتاز أسلوب الكاتبة فيهما بالمعاصرة؛ إذ اعتمدت أسلوب السرد الروائي الذي تتوزع عناصره من شخصيات ومكان وزمان لتشكل ذروة الحدث واتجاهه إلى الخاتمة، مع استخدام اللغة الأدبية القادرة على حمل رسالة العمل وإيصالها إلى القارئ بمنتهى الوضوح.
    واستطاعت الكاتبة رغم اعتمادها الأسلوب الأدبي أن تحافظ على الدقة التاريخية في ما تنقله الرواية من معلومات، نظرًا لقداسة الشخصيات وحساسية المرحلة الزمنية التي تتناولها، ولم تخرج عمّا نقلته كتب التراث الموثوقة في تقديمها للأحداث التي شملت مفاصل تاريخية وردت عند كُتّاب السيرة النبوية ومن لحق بهم من علماء فقه وحديث بالتفصيل والتحليل المعمقين.
    وتناول الجزء الأول «سيرة النبي الأمين» حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام منذ بعثته حتى وفاته، بدءا من تفاصيل بيته الشريف وحياته مع خديجة أم المؤمنين وابنته الزهراء ثم حادثة الإسراء والمعراج وهجرته وغزواته وسائر صراعاته مع الكفار والمنافقين واليهود، وصولا إلى وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى.
    وتناول الجزء الثاني حياة الإمام علي رضي الله عنه، والفتنة الكبرى التي عصفت بالمسلمين في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم بيعته، وصراعه في معركة الجمل، ثم اصطدامه بجيش الشام في معركة صفّين، وظهور فرقة الخوارج، وصولا إلى وفاته رضي الله عنه.
    وجعلت الكاتبة عملها هذا وقفا خالصا لوجه الله تعالى حتّى قيامِ السّاعةِ، وأوصت بأن يذهب أي ريع ناجم عنه إلى جهاتٍ خيريّةٍ ودينيّة، تخدمُ المسلم والإسلام.
    وأهدت عملها إلى النبي الأعظم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي القرشي، المصطفى المختار، خاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم، الذي وصفته خلال الإهداء بأنه: «أزكى وأجلّ وأعظم، من خلُق على وجه هذه البسيطة برمتها … المعظم شأوه في السموات العُلى وفي الأرضين السبع، فقرن عزّ وجلّ اسمه باسمه إلى يوم الدين».
    ويعد العلم عملا موسوعيا بجميع المقاييس، وهو يعكس مجهودا عظيما قدمته الكاتبة طوال سنوات، وعادت خلاله إلى عدد كبير من المراجع وأمهات الكتب، وتحرت خلال ذلك أن يخرج العمل على أكمل صورة، فيعيد قراءة السيرة النبوية بما يلائم الأجيال التي لم تتمكن من الاطلاع عليها في مظانها التراثية، والتي تحتاج أسلوبا جديدا في مخاطبتها وتقريبها من التراث الإسلامي بشكل عام.
    ومن الجدير ذكره أن سارة الجروان الكعبي أديبة وكاتبة إماراتية تقيم في أبوظبي.. بدأت الكتابة منذ العام 1986 عبر روايتها «شجن» التي تُعد أول رواية نسوية إماراتية، ثم كتبت في مجالات إبداعية عدة من بينها: القصة القصيرة والرواية والمقالة والسيناريو.
    وهي عضو تحكيم في جائزة القدس للقصة القصيرة، وجائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والعلوم، وحازت على جائزة «أفضل تأليف إماراتي» للعام 2003، وجائزة العويس في العام 2012.