“الرأي”
يتصمن كتاب “هيفاء البشير.. سيدة بحجم وطن”، الذي صدر عن مؤسسة عبدالحميد شومان بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون”، وقائع الندوة التكريمية التي نظمتها المؤسسة بعنوان “ضيف العام 2020، هيفاء البشير رائدة وملهمة”. شارك في الكتاب عدد من رواد العمل التطوعي والأكاديميين والكُتاب والمثقفين، وهم: ميسون العرموطي، ماري نفّاع، أمل مدانات، إيلي النمري، غانية ملحيس، سالم ساري، عامر البشير، سارة بركات، إبراهيم السواعير، سحر ملص، أسعد خليفة ، ليث عودة، فاديا سمارة، أروى النجداوي، أسمى خضر، هيفاء النجار، أمان السائح، جمان مجلي، آمنة الزعبي، جريس سماوي، عبدالله الخطيب، راشد عيسى، بلال التل، محمد السواعير. يشتمل الكتاب الذي قدّمت له القاصة سحر ملص، على خمسة أقسام هي: “جذور العمل التطوعي”، “هيفاء البشير الإنسانة”، “مؤسسات من وحيها وبجهودها”، “الاتحاد النسائي والحركة النسائية”، و”شهادات حول السيدة هيفاء البشير”. جاء على غلاف الكتاب: “جذور شخصيتها المميزة تبدو ضاربة في العمق منذ بواكير طفولتها. هي سيدة رائدة ملهمة منحت حياتها لأسرتها الصغيرة فأبدعت، وأنشأت أسرة طيبة يشار إليها بالبنان. كذلك منحت معظم حياتها لأسرتها الكبيرة ومجتمعها الإنساني.. سيدة لا تثنيها الصعاب عن إنفاذ عزيمتها وإرادتها الصلبتين.. في كل طريق سارت به أضاءت شمعة.. وقد رسمت خارطة طريق للمرأة معبرة عن ذكاء وطموح وإرادة قوية.. امرأة ليست مثل كل النساء؛ فهي تشحذ الهمم وتنشر العطر حيثما سارت”. وقدمت البشير شهادة بعنوان “آفاق وطموحات”، قالت فيها إنها آمنت أن العمل التطوعي ليس مستحيلا إذ توفرت النية والإرداة والنفس الطويل والتخطيط السليم، “أما المال فيأتي، وأبواب الخير لن تغلق يوما في هذه الحياة، كما إن ذوي المبادئ لا بد أن يصلوا لأهدافهم، مهما كان هناك من صعوبات، ومهما استطالت الطريق”. وتحدثت البشير عن اهتمامها بأدب الأطفال؛ إذ ألّفت مجموعتين للقصص الموجهة للأطفال بعنوان “الفرح والسعد”، وأضافت: “مُنحت عن المجموعة الأولى جائزة الملكة نور للقصة القصيرة لأدب الأطفال لعام 1997، وحصلت على عضوية الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين للفترة 1995-1997، بينما صدرت المجموعة الثانية في العام 2004، وأصدرتُ مجموعة قصصية لليافعين بعنوان (أنا وسما) في العام 2015، ثم أصدرت في العام 2010 كتابا بعنوان (محطات في رحلتي مع الحياة) لخصت فيه مسيرة حياتي الحافلة”.
من جانبها؛ قالت رئيسة جمعية الأسرّة البيضاء ميسون العرموطي، إن البشير نذرت نفسها وحياتها للعمل التطوعي، راسمة درباً في الحياة جدير أن يُحتذى به، مشيرة إلى مسيرة الجمعية التي انبثقت فكرتها عام 1970، بعد ملاحظة النقص في الأيدي العاملة في مجال التمريض والمهن الطبية المساندة، إذ دعت البشير مجموعة من زوجات الأطباء لتكوين نواة لجمعية تُعنى بهذا الشأن، ثم لأضيف لأهداف الجمعية رعاية كبار السن، وكانت هذه الفكرة جديدة على المجتمع الأردني. وتوقفت القاصة سحر ملص في تقديمها للكتاب عند أبرز المحطات في حياة البشير قائلة: “إن الحياة تبتسم لها أحيانا، وتدخلها في دائرة الفرح، وعندما تطمئن إليها تقوم بتوجيه ضربة لها، ومع ذلك تتخطى حزنها وجراحها وتتابع دربها، فقد تتالت أحداث الفقد في حياتها من اليتم وهي في الرابعة، إلى فقد الاخ، ثم فقد الزوج، وأخيرا فقد الابن، ورغم ذلك ظلت سنديانة راسخة”.