شهادات لمحمود الريماوي في مجموعة من أعلام الأدب العربي

شهادات لمحمود الريماوي في مجموعة من أعلام الأدب العربي


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “الدستور” الأردنية

    يضم كتاب «نجوم الشمال» لمحمود الريماوي، مجموعة من الشهادات الحية في حق مبدعين عرب عايشهم الريماوي عن قرب، واطَّلع على جوانب من حياتهم الإبداعية والإنسانية. ورأى الريماوي أن شهاداته هذه تفيد «مَن لم يطَّلع على أعمال هؤلاء الأدباء ذوي الأهمّيّة في المشهد الثقافيّ العربيّ، وتحفّز المهتمّين والفضوليّين لقراءة ما تيسَّر من أعمالهم، خاصَّة أنّ الشَّهادات أو المقالات كُتِبَت لجمهورٍ عريض غير متخصّص، وتتجنّب التّنظير وإيراد المصطلحات الأدبيّة والنقديّة والمسائل المفاهيميّة».
    وأشار إلى أنه نأى خلال عمله هذا عن التبسيط المخل؛ حرصًا منه على تقديم فهمٍ لهذه الشخصيات يبتعد عن الأحكام الجاهزة والمواقف غير الموضوعية. وجاء الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 126 صفحة من القطع المتوسط، وقدَّم الريماوي فيه 13 شخصية هي بحسب التَّرتيب الهجائيّ: إبراهيم أصلان، أحمد إبراهيم الفقيه، إلياس فركوح، أمجد ناصر، أمين شنّار، تيسير سبول، خيري منصور، رسمي أبو علي، سعدي يوسف، سعيد الكفراوي، صلاح حزيّن، غسّان كنفاني، محمد العبدالله.
    وصيغَت مادة الشهادات على شكل مقالات قصيرة ومتوسطة الطول دُوِّنت عقب رحيل هؤلاء الأدباء ونُشرَت حينها في مجلات ثقافية وصحف سيّارة.
    وممّا ورد من الشهادات التي يظهر فيها أسلوب الريماوي في تقديمه لشخصيات المبدعين:
    «يشبه إبراهيم أصلان في شخصيته إيقاع قصصه إلى حد بعيد. فمقابل السرد الدقيق في إبداعه، كان متمهلاً في حديثه وردود فعله. ليس هناك من يرصده سوى عقله اليقظ وضميره الحي، الذي يمنعه من إلقاء الكلام على عواهنه، فيتأنى في إطلاق الكلمات مخافة الوقوع في الخطأ أو إثارة اللبس، فهو من صنف مصري فريد، لا يقع مزاجه في الكلام المسهب المسترسل، لكنه حين يتحدث يعطي الموضوع حقه، وفي الأثناء تنشط يده اليمنى وتبرق عيناه بالمعاني وظلالها، ويُدهشه حجم التفاهات، فيكتفي بتشخيصها وإعلان دهشته الشديدة حيالها».
    وحرص المؤلف على تقديم تحليلات عميقة لشخصيات هؤلاء المبدعين متخذا من أعمالهم الأدبية منطلقا له، كما في شهادته في أمجد ناصر التي يقول فيها:
    «وقد كان من الخفّة البالغة تصويره أنه يرثي نفسه في هذا النص، إذ كان، في واقع الحال، يناجي النفس ويناور لعبة الحياة، ويدعو الموت إلى النزال. وكانت تقارير صحفية زادت على حكاية رثاء النفس بأن الشاعر يرفع الراية البيضاء! وهو استخلاصٌ عجيب، فأمجد ليس من حملة الرايات، وليس محسوبا على «شعراء الراية» بحسب تصنيف فوزي كريم، الشاعر العراقي الذي رافقه في المهجر اللندني، وانسحب من الحياة في ذروة مرض أمجد، إذ إنه يكتفي بإشهار أسئلته وهواجسه، ويروي وقائع احتكاكه بالحياة، أجل احتكاك».
    ومحمود الريماوي من مواليد عام 1948 في بيت ريما/ رام الله. وقد عمل في الكويت؛ محرراً وكاتباً وسكرتيراً للتحرير في صحيفة «الوطن»، ثم في الأردن كاتباً يومياً في صحيفة «الرأي» ورئيسا للقسم الثقافي فيها.
    ونال جائزة فلسطين للقصة القصيرة سنة 1997 من وزارة الثقافة في دولة فلسطين عن مجموعته «القطار». وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، ونقابة الصحفيين الأردنيين، ورابطة القلم الدولية/ فرع الأردن (PEN JORDAN).
    وصدرت له مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية، من بينها: «العُري في صحراء ليلية» قصص (1972)، «الجرح الشمالي»، قصص (1980)، «القطار»، قصص (1996)، «كل ما في الأمر»، نصوص (2000)، «شجرة العائلة»، قصص (2000)، «من يؤنس السيدة»، رواية وصلت إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر العربية (2009)، «حلم حقيقي»، رواية صنفتها جائزة كيودي عام 2013 واحدة من أهم 30 كتابا إبداعيا عربيا (2011)، «الليلة قبل الأخيرة»، قصص (2020).