عثمان العميري في ديوانه “تشاؤل”.. هل هو تشاؤم أم تساؤل!

عثمان العميري في ديوانه “تشاؤل”.. هل هو تشاؤم أم تساؤل!


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    هل هو سؤال يطرحه الشاعر، أم تخوُّفًا يهرب منه فلا يُصرِّح بأنه “تشاؤم”! إنها أسئلة تترا عن الميلاد والموت، والقبر والبعث، والوقت، والجنة، والخلود.
    في ديوان “تشاؤل” الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 54 صفحة من القطع المتوسط، تتردَّد مفردة “الموت” ومشتقَّاتها في الديوان غير مرة، فهو يقول في قصيدة “رُومَنْسِيٌّ يَنْتَظِر”:

    قَرِيبٌ مِنَ الْحُبِّ

    وَالْمُتْعَبِينْ

    بَعِيدٌ

    عن الْمَوْتِ وَالْمَيِّتِينْ.

    وهذا المقطع جمع بين الموت والحب، فالديوان مهموم أيضًا بالحب، فتتردَّد مفردة الحب ومشتقاتها بين القصائد، ففي القصيدة نفسها يقول العميري:

    يُدَاعِبُ نَجْمًا،

    سَالَ حُبًّا بِكَوْكَبٍ

    وَتِلْكَ مَجَرَّاتُ الْمُدَى

    تَسْتَنِيرُهُ.

    ومنها في قصيدة “طيفٌ مُبرِّح”:

    لَعَمْرُكَ

    إِنَّ الْحُبَّ

    طَيْفٌ مُبَرِّحٌ

    إِذَا مَرَّ فِي قَلْبِي

    تَعَاظَمَتِ الْبَلْوَى.

    وكذلك يهتم الشاعر بمفردة الخلود ومشتقاتها لفظًا ومعنى، وقد عنون إحدى القصائد “إنسان الخلود”، ويقول فيها:

    أَرَى ذَاكَ

    إِنْسَانَ الْخُلُودِ وَجُمْلَةً مِنَ الْمُثُلِ الْأَنْقَى،

    حَيَاةٌ ظُهُورُهُ.

    ومن ذلك أيضًا في القصيدة نفسها:

    لَنَا فِي شُمُوعِ الْخَالِدِينَ

    وَضَوْئِهَا

    سُطُوعٌ

    وَذَا مِمَّا يَفْوَقُ سُرُورُهُ.

    وفي قصيدة “عزيزة” يقول:

    وَقَدْ تَلَقَّتْ هُنَا الدُّنْيَا

    عَزِيَمَتَهَا مِنْ خَالِدِينَ هُنَا

    مِنْ خَيْرِ

    مَا كَانَا.

    ويلخِّص الشاعر رؤيته في الحياة في النص الأخير في ديوانه، قائلًا:

    بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

    سَتَشْقَى الظُّنُونْ

    فَهَذَا لَعَمْرِيَ

    … مَالٌ… بَنُونْ.

    لَنَا خِبْرَةٌ

    فِي قِطَاعِ السِّنِينِ

    فَلَا الصَّبْرُ يَعْرَى

    … وَلَا يَحْزَنُونْ.

    يذكر أن عثمان العميري حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة السلطان قابوس. وهو ناشط ثقافي واجتماعي شارك بالعيد من الفعاليات والمسابقات الشعرية. حائز على المركز الأول في مسابقة الشعر الفصيح على مستوى محافظة شمال الباطنة ضمن الجولة الثانية من مسابقة الأندية للإبداع الشبابي “إبداعات شبابية” 2016/2017م التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية ـ حائز على المركز الأول في مسابقة الشعر الفصيح على مستوى محافظة شمال الباطنة ضمن الجولة الثانية من مسابقة الأندية للإبداع الشبابي “إبداعات شبابية” 2018/2019م التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية ـ وهو عضو الجمعية العمانية للكتاب والأدباء. وعضو لجنة رعاية المواهب الشعرية بديوان البلاط السلطاني. صدر له مجموعة شعرية بعنوان (واستقال الملَّاح)، 2021.