عقدت ندوة في الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان بإدارة الفنان الأستاذ العراقي ضياء الراوي، لإشهار ومناقشة مجموعة قصص”بين بوابات القدس” لصبحي فحماوي، الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” حضرها مثقفون عراقيون وأردنيون وناقشوا أفكارها باهتمام وأسئلة كثيرة.. وكان نص إهدائها على الصفحة الأولى من الكتاب “إلى غزة، التي فجّرتَ دُمّلاً بحجم دولة أسيرة، فسال منه فيض كبير من الصَّدِيدْ، ألهب حوله سطح الكرة الأرضية، فأعاد لها بعض صحتها.
وعلى الصفحة الثالثة كتب فحماوي: “إذا كانت القصة القصيرة جداً وردة، فإن القصة القصيرة هي سلة زهور، والرواية الجيدة هي حديقة غناء. وإذا كانت مفاجأة القصة القصيرة جداً هي طلقة، فإن إدهاش القصة القصيرة هو جريمة قتل في منطقة مشهودة، والرواية الجيدة هي معركة مترامية الأطراف.” وفي ال…
وفي بداية الأمسية قدم ضياء الراوي الأديب فحماوي وسيرته ومنجزه الادبي مُرحباً به وبالحضور، ومشيرا إلى عدد كبير من الأكاديميين العراقيين الذين نالوا شهاداتهم العليا دكتوراه وماجستير بدراسة روايات وقصص صبحي فحماوي.. ومذكرا بأهمية القدس في الثقافة والوجدان الجمعي العراقي ومذكرا ببوابات بغداد ايضا.. .
وقد جاء إهداء المجموعة على الصفحة الأولى “إلى غزة، التي فجّرتَ دُمّلاً بحجم دولة أسيرة، فسال منه فيض كبير من الصَّدِيدْ، ألهب حوله سطح الكرة الأرضية، فأعاد لها بعض صحتها.
وعلى الصفحة الثالثة من الكتاب كتب فحماوي :
“إذا كانت القصة القصيرة جداً وردة، فإن القصة القصيرة هي سلة زهور، والرواية الجيدة هي حديقة غناء. وإذا كانت مفاجأة القصة القصيرة جداً هي طلقة، فإن إدهاش القصة القصيرة هو جريمة قتل في منطقة مشهودة، والرواية الجيدة هي معركة مترامية الأطراف.” وفي هذه المجموعة القصصية لفحماوي اثنان وعشرون قصة قصيرة هي: التوأمان.المختار أبو طامس، مقام الشيخ مصطفى الولهان.، مجرد حوالة.دموع لفراق الحبيب، حريق آرون بوشنل..أُمُّنا الغولة!” قصة حب راشيل كوري.الثلاجة الفارغة.ابن العم أولى بلحمته.لا سائل ولا مسؤول، بحيرة البجع، “وظيفة محترمة” الوالد تسهّل!، المُهَجّر، الغزالة الطائرة، لذّة حنان الأب.، بين بوابات القدس. قاطرة الحريم! بوّاب على قارعة الطريق! أفاعي صينية ، الهوليجانز.. وفي خاتمتها” السيرة الذاتية لصبحي فحماوي.
وعلى الغلاف الأخير من الكتاب، فقرة من قصة: “التوأمان” التي تصف بحث قائدي طائرة صهيونية عن أطفال فلسطين، وتفصيل كيفية قتلهم باستمتاع وتشهِّي..
وبعد قراءة فحماوي لقصة واحدة من الاثنتين والعشرين قصة بعنوان:”أبو طامس”، فتح مدير الجلسة، رئيس الملتقى العراقي باب الأسئلة والمداخلات، فقال أ. د. ربحي عليان وهو أستاذ المكتبات في الجامعة الأردنية، مشيراً إلى أن القدس مدينة متميزة لا تشبه أية مدينة في العالم، ولهذا جاء عنوان “بين بوابات القدس” جاذباً للاهتمام بالكتاب وقراءته..
واكّد فحماوي إن الصديق الشاعر الروائي الناقد سعد الدين شاهين ، هو الذي اقترح تغيير كلمة في العنوان، بعد قراءة محتويات مشروع الكتاب..
وقال الأديب أحمد دحبور : أن طريقة سرد فحماوي للقصص على شكل حكواتي، وتطرقه للفساد المجتمعي، وبساطة السرد، فتح شهية المتلقي لقراءة قصص المجموعة باهتمام.
وقال الأستاذ صباح السامرائي: إن “قصة أبو طامس” في المجموعة لا تشير إلى عذابات القدس في هذه المرحلة. فردّ فحماوي بأن المجموعة القصصية تحوي عددا من القصص المتنوعة غير المحصورة بالقدس وحدها، فبعضها يسرد أحوال فلسطين وغزة والقدس والأخرى تصور أحوال مجتمع عربي أردني فلسطيني..
ونبّه الشاعر سعد الدين شاهين، الرئيس الأسبق لرابطة الكتاب الأردنيين، إن قصص فحماوي ورواياته ومسرحه، يمزج الواقع مع الخيال ، وهو سرد واقعي مباشر وليس رمزي الأسلوب، بل إنه يقدم القصة بفكرتها كما هي، ولكن بطريقة أدبية متميزة إذ أن له بصمة خاصة نجده معروفاً بها..
وقال الأديب العراقي علي السوداني: إن سرد صبحي باللهجة الدارجة ومحاولة تمثيله للحدث أمام الجمهور الذي حضر الأمسية، يختلف عن كتاباته التي أعرفها ملتزمة باللغة العربية الفصحى، فهو مسرحي بالأساس، وقد حصل على جائزة الطيب صالح العالمية في المسرح، بمسرحيته الشهيرة؛ “حاتم الطائي المومياء” وإنه عروبي الفكر والسلوك، فنراه يقدم أفكاره مازجاً حروف بابل المسمارية التي خلقت اللغة في العالم، مع الحضارة الكنعانية التي تم تغييبها من قبل الباحثين والمؤرخين، بهدف انتحالها والادِّعاء بملكيتها لهم، ولكن فحماوي يبرزها في كل كتاب من كتبه..
وقال الدكتور الأديب مهدي العلمي أنه قرأ مؤخراً مجموعة قصص “كل شيء للبيع ” من أعمال صبحي فحماوي، التي وصلت حتى اليوم خمسة وخمسين كتاباً، فانتهى من قراءة الكتاب القصصي في يوم وليلة، لكونه شغوفاً بمتابعة القراءة الجاذبة للقارىء، حتى إنهاء صفحات الكتاب، التي كما تقول الأفلام المصرية(متقدرش تغمض عينك)
وفي نهاية الحوار والأسئلة، عدّدَ أ. د. ربحي عليان – وهو ابن القدس- أسماء بوابات القدس مضيفا: إن من أهمها باب العامود، وباب الأسباط، وباب الخليل، وباب الساهرة، وباب الحديد، وباب القطانين، وباب المغاربة، وباب الناظر، وباب السلسلة، وباب الحديد، إضافة إلى أبواب مغلقة مثل باب الرحمة، والبوابة الذهبية.
واختتمت الأمسية التي قاربت الساعتين . بتوقيع فحماوي لعدد من مُحبِّي مجموعتة القصصية في الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان، قاعة بيت الثقافة والفنون بالعاصمة عمان.