يُقدَّم كتاب “إلّا رسولهم” للكاتب الأردنيّ د.يوسف الجوارنة بوصفه ومضاتٍ قصيرة تتعدّد قراءاتها بتعدد أدوات القارئ ونظرته التحليلية.
وما يميّز هذه النصوص طرافةُ اللغة فيها وخفّتها وبلاغتها، وإتاحةُ التأويل للقارئ؛ فاللغةُ، رغم جماليّتها، غلافٌ يغطّي المعنى وإنتاجه، لا سيّما في النصوص القصيرة.
كتب د.أحمد خليفة في تقديمه للكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزّعون”: “هذه المجموعة لمحة خاطرٍ تتشظّى في إحداثيّاتٍ نصّيّةٍ تليق بالحاضر، وشخصيّاتٍ تركت رقعة شطرنجها لتتنسّم أحداثًا خاطفةً جدليّةً في ساحةٍ تبدو على اتّساعها أضيق مجهولًا”.
وأضاف: “ومضات هذه المجموعة تشعلك دهشةً وأنت تجد عالمها ضيّقًا لا يتّسع إلّا لقدرة الـمبدع الفذّة في توظيف خوارزميّته اللغويّة، في أداء عالمٍ مضغوطٍ مكدّسٍ على ضيقه بمجاهيل إنسانيّةٍ تسمّى شخصيات، تحمل أقنعةً فلا تعرف الأبطال من بقيّة الشّخوص، ولا تصعد خشبة الحياة إلّا وتنزلها سريعًا؛ أدّت ما عليها وغابت”.
ويرى خليفة أنّ الشخصيات في المجموعة بلا مسمّيات، لأنّها “شخصيّاتٌ لا غاية لها في عالم النّصّ إلّا أن تؤدّي دورها دون أن يكون لها كاتبٌ أو مخرج.. لها حريّتها ضمن بضع مفرداتٍ قبيل أن ترحل، ليحلّ محلّها آخرون وأخرياتٌ على تيك الخشبة، وتبقى الخشبة أخيرةً وحيدةً، ليجد الـمتلقّي نفسه يرتقي الخشبة ويتقنّع قناع الـمبدع في دائرةٍ جديدةٍ تبدأ من الـمتلقّي إلى الـمبدع”.
ويؤكد خليفة أنّ المؤلف يترك عالمه النصّي يجري بسلطة النصّ لا سلطة المؤلّف؛ وأن هذا ما يبعده عن السرد بضمير (الأنا) والتستّر بضمير الغائب، فهو “لا يريد أن يكون كاتبًا ولا ساردًا ولا مخرجًا، إنّه -كما القارئ- عابر سبيل للنصّ؛ يلقّحه بلغته ورؤاه وصبغيّاته، ثمّ يتركه ليكون”.
نُشر في (وكالة الأنباء العُمانية)
15/1/2024