الإبداع في الخليج العربي

الإبداع في الخليج العربي


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    د. حسن رشيد

    المبدعة الإماراتية سارة الجروان الكعبي واحدة من الأصوات الإبداعية الهامة تنثر إبداعاتها في شتى مجالات الإبداع الإنساني في مجال الرواية قدمت العديد من الروايات وحصدت من خلالها العديد من الجوائز محليًا وعربيًا؛ منها مثلاً: رواياتها.. شجن بنت القدر الحزين، أيقونة الحلم، طروس إلى مولاي السلطان وهي ملحمة إماراتية بجانب روايتها بنت نارنج الترنج وعذراء والمولى والساحر، وقدمت العديد من الأعمال إلى الإذاعة والتلفزيون عبر الدراما..
    ولكن الأهم في مشوارها في تصوري نتاجها الأخير وهي كأول كاتبة تقتحم هذا المجال حيث تقترب من عوالم سيد الخلق؛ ومع أن العديد من الأقلام عبر التاريخ قد تناول سيرة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلا أن لكل كاتب وجهة نظره وفكره؛ وهي عبر فترة زمنية قامت ببحث موسوعي في أمهات الكتب والمراجع بجانب أنها تناولت في سفر آخر سيرة الإمام علي كرّم الله وجهه.. بحثًا وتنقيبًا في أمهات الكتب والمراجع والأهم من كل هذا أن المبدعة مع كل هذا العطاء والجهد في سبيل العقيدة ودون انتظار لأي مردود مادي.. وأن ثمن كل هذا العطاء في سبيل الله..
    إن هذه المبدعة وعبر البيان التي أصدرته شكلت أول واقعة لكاتبة عربية حيث أهدت هذا الجهد.. أعني هذين العملين «سيرة النبي الأمين وبيعة أمير المؤمنين – علي بن أبي طالب-» خالصًا لوجهه سبحانه وتعالى «وقف خيري» حتى قيام الساعة بحيث لا تنتفع المبدعة من ريع بيع الكتب في حياتها أو بعد رحيلها بعد عمر طويل من هذه الدنيا الفانية لا ماديًا ولا عبر جائزة نقدية.. وهذه أول حالة عربية وقد تكون عالمية.. وأكدت الأمر أن هذا لا يقتصر عليها ولكن يشمل أيضًا أسرتها أو أي قريب لها.
    لقد توقفت كثيرًا أمام هذا فهذا الجهد وهذا العطاء الذي قامت به لوجه الله بلاشك جهد جبار عبر مئات المراجع؛ وجهد أخذ من المبدعة ساعات وشهورا من العمل المضني بين البحث والكتابة، ولكن متى كان العاشق والمحب يملك إرادة نفسه.. إن هذه المبدعة وقد وقفت في أسر النموذج المتفرد في حب رسول الله.. وحب النموذج المتفرد الآخر أبي الحسن.. ولذا فإن القلم والجهد والعطاء وسهر الأيام والليالي أمره هين..!
    إن المبدعة وهي تقدم للمكتبة العربية جهدها وعطائها تؤكد للعالم أن ابنة الخليج تملك من الفكر ما يميزها ومن العقيدة والإيمان برسالة سيد الخلق من أنار برسالته الكون.. وحمل للعالم مشعل الهداية..
    وأخيرًا..
    نقول شكرًا أيتها المبدعة.. سارة… فأنت بهذا العطاء صورة مشرفة لتاء التأنيث التي تنتمي إلى خليجنا المعطاء وإلى وطننا الممتد من المحيط إلى الخليج عبر لغة الضاد.. فلك جزيل شكرنا وتقديرنا..