الكاتب العراقي عمر سعيد: قصصي تعكس معاناة الإنسان العربي

الكاتب العراقي عمر سعيد: قصصي تعكس معاناة الإنسان العربي


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    قال الكاتب العراقي عمر سعيد إن الصراع مع الذات من أصعب الأزمات التي يمر بها الإنسان نتيجة تفكك الهوية عند اختلاطها بثقافات متعددة ومن ثم إعادة تركبيها وفق انعكاسات تلك الثقافات على الوعي الإنساني.
    وأضاف في حفل إشهار مجموعته القصصية “المنيع” الذي أقيم بمكتبة كينغزتاون في فيرجينيا، أنَّ هناك صعوبات عدة تواجه الكاتب ترتبط بضغوط التاريخ والماضي على وعي الإنسان وواقعه المعاصر، مشيرًا إلى أنَّ الإنسان قد يستطيع الهروب من الخبرات المضنية التي يعيشها، لكن لا يمكنه الهرب من تاريخه.

    وأوضح سعيد في الحفل الذي أدارته الإعلامية رائدة حمرة، أنَّ قصصه تحمل معاني إنسانية وفلسفية، وأنَّ كل نص في المجموعة يتكون من شخوص وأزمنة وأماكن، تجتمع معًا في منظومة سردية لتعكس معاناة الإنسان في المنطقة العربية ومع الحياة ككل.
    وأكَّد أنَّ قصص “المنيع” تطرح أسئلة كبيرة عن الوجود الإنساني ومعاني الحياة الحقيقية، وأنَّه استخدم لذلك أسلوبًا كتابيًّا يقوم على تجنب الإنشاء والسرد المسهب، والاهتمام بالرمز والاختزال؛ لإفساح المجال للقارئ للتفكير برسائل القصص وتحليل سمات الشخصيات فيها.
    وقال سعيد إنَّ بعض نصوص المجموعة، التي يحمل غلافُها لوحةً بعنوان “الحارس المتعب” للفنان العراقي الكندي موفق الرسام، تنطوي على محاولات سردية متنوعة، يقوم السرد فيها على تكسير الإنشاء والاستعانة بالسيناريو بدلًا منه، وذلك بهدف اختزال الأمكنة بشكل مكثف؛ لأن السيناريو “يتيح الفرصة للانتقال بالأزمنة والأمكنة بشكل أسرع وأكثر إقناعًا”.
    وبيّن أنَّ مجموعته تشتمل على نصوص تتناول معاناة الإنسان العراقي المعاصر، لهذا جمع فيها بين الفانتازيا والواقع، موظفًا ذلك في خدمة الفكرة الرئيسية لكتابه التي تتمثل في أنَّ ما يتعرض له العراقيّ من أحداث يومية “أمر خارج عن دائرة المعتاد والمألوف”.
    ودلّل سعيد على ذلك بقراءة نص مشحون بالدلالات اختير للغلاف الأخير للمجموعة، ومنه: “مرَّ العمرُ كالضَّيف، يومٌ هنا، وأيامٌ هناك، لحظة حبٍّ هنا، ودمعة فراقٍ هناك. طفلٌ، فيافعٌ، فأحمقُ، فحكيمٌ، ثمَّ كهلٌ، هرِمٌ بحَسَراتٍ على عمرٍ ضاعَ بين الرَّغباتِ والخجل. أتمنّى لو تأتي وتمرَّ بي مرَّةً أخرى حبيبتي الحياة، لكنتُ عانقتُها بأطرافي الأربعة، وسرتُ مَعَها في كلِّ مكانٍ على الأرض؛ لأن على هذا الكوكب كلّ شيءٍ يستحقُّ الحياة. كم أتمنّى لو أُعطيتُ فصلاً آخرَ، صيفًا، شتاءً، ربيعًا، أو حتّى خريفًا! لكنتُ مشيتُ عاريًا، وأكلتُ أبسط الأشياء، وشربتُ أيَّ ماءٍ هناك، كلُّها لذيذة، الحياةُ أطيب الطعوم، والعمرُ ألذعُ ما فيها”.
    وتوقف سعيد عند تنوع السياقات الزمانية والمكانية التي تناولتها قصصه، إذ جرت بعض الأحداث في السنوات التي سبقت الاحتلال الأمريكي للعراق، في حين عبَّرَت أحداث أخرى عن زمن الشتات الذي لجأ فيه العراقيون إلى بلاد العالم هاربين من الحروب وويلاتها، وهناك أحداث جرت داخل العراق وأخرى خارجه، وساعد الإطار الفنتازي للقصص على دمج الأمكنة بعضها ببعض، وعلى الخروج من خَطّية الزمان لتقديمه في إطار متخيل.
    يُذكر أنَّ عمر سعيد، حصل على البكالوريوس في تخصص الفنون المسرحية، وعمل في حقل الكتابة التلفزيونية والإنتاج الدرامي في الأردن ولبنان، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة، حيث يعمل في مجال الإعلام.