المجرمون الخمسة: توثيق للأحداث التي عصفت بالعراق في التاريخ المعاصر

المجرمون الخمسة: توثيق للأحداث التي عصفت بالعراق في التاريخ المعاصر


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    صدر حديثاً، عن الآن ناشرون ومُوَزِّعون في عمّان، كتاب “المجرمون الخمسة” للكاتب العراقي د. حسين السعدي. وتدور موضوعات الكتاب حول الحقبة الحديثة والمعاصرة من تاريخ العراق، وما شهدته من حوادث دامية وحروب وصراعات تركت آثارها المُدَمِّرة على هذا البلد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً، وهو ما أسهب المؤلف في تحليل خلفياته وأسبابه ونتائجه الخطيرة التي ما تزال تداعياتها قائمة إلى يومنا هذا.
    جاء الكتاب 384 صفحة من القطع الكبير، واحتوى على سبعة عشر فصلاً، اتخذ معظمها من الحدث العراقي وتشعباته الإقليمية والدولية موضوعاً ومحوراً لها. ومن عناوين فصول الكتاب:
    التهديد الجنائي، لماذا خطّطت الولايات المتحدة الأمريكية للوجود في الخليج العربي؟، السفيرة أبريل غلاسبي، اللقاء الأول والأخير، الضوء الأخضر، من أين جاءت الدّيون؟، التعنت الإيراني، لماذا العراقيون مهووسون بالكويت؟، البدون، الشّاه وصدّام… مصير واحدـ مهنة لترويج الأكاذيب تُدعى الإعلام، دقّت طبول الحرب، إعدام وطن…
    يقدِّم المؤلف عبر هذه الفصول روايته ورؤيته الخاصّة لتاريخ العراق المعاصر في محطّاته لبمتعددة، وحروبه وخساراته المتعاقبة، مستعيناً بالوثائق والدراسات والشهادات التي واكبت تلك الأحداث وسجّلتها. وممَّا ورد في كلمة الغلاف الأخير للكتاب نقتطف:
    «يستعيد المؤلف في هذا الكتاب فصولاً مهمّة ومثيرة من تاريخ العراق الحديث والمعاصر، استمدّها أساساً من معايشته المباشرة للأحداث الجسيمة التي عصفت بوطنه وبالمنطقة العربية خلال تلك الحقبة الدّامية من الحروب والصراعات. وقد صاغها الكاتب من منظوره الذّاتي مستعيناً بالوثائق والبيانات والشهادات المختلفة، ليعيدَ بناء روايته الخاصّة للحدث العراقي الجَلل الّذي هزّ العالم، وخلّف جملة من الكوارث الإنسانيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والصّحيّة المُرَوِّعة الّتي أصابت الوطن في مقتل، وأعادت المشروع الحضاري للعراق سنواتٍ كثيرة إلى الوراء، فضلاً عن حالة الفرقة والانقسام والعداء والتشرذم بين أبناء الأمة الواحدة، ما تزال آثارها المأساويّة ماثلة إلى يومنا هذا. فمَن هم «المجرمون الخمسة» الّذين كانوا وراء كلِّ هذه الكوارث والمصائب؟».
    أما المؤلف فيقول عن كتابه: “بالإضافة الى السرد التأريخي المعروف للجميع عن الأحداث التي أدت إلى دمار العراق الحديث، لفتَت انتباهي بعضُ النماذج العجيبة من “السلوك البشري” للشخصيات المهمة المختلفة التي كوّنت الأحداث، أو التي طرأت على المشهد السياسي بالصدفة، أحبَبتُ أن أُسلّط الضوءَ عليها وإظهارها باختصار شديد وشيق للقارئ، من خلال عناوين مهمة شكلت نسيج الأحداث والمرحلة التاريخية برمتها، مثل: الديون المالية، من حيث هي قنابلٌ موقوتة قد تؤدي إلى الدمار والموت، والجارُ الخائف دوماً منك ولديه “عقدة النقص”، والذي قد يغدِرُ بك ويطعنك في الظهرِ في أقرب فرصة تلوح له، والجارُ المخلص، الأخ الذي يقفُ معك بوجه العالم كله، والهوسُ الجنوني والحب المرضي لأمريكا، الذي قد يقتلُ صاحبه ويميت آخر في المنفى، والسفيرة التي تقبل أن تصبح “كبشَ فداء” وتصمت، بسبب شخصيتها الانطوائية، والمسافر الحزين الخائف والقلق الذي لا يعلم متى يرجع، ورئيس الدولة المصاب بالزهايمر، وتاجر السلاح المشهور ذو الروح الرقيقة والحساسة، الذي لا ينام إلا على موسيقى أرواح الموتى، ويموت مفلسًا، والطبيب المشهور الذي يصف الضحية بالمجرم والمجرم بالضحية، والذين يتعلمون الكذب والنفاق والإجرام في عَمَلِهم المحترم، بعد تخرجهم من أرقى الجامعات الأمريكية، وموظف الأمم المتحدة الذي باع ضميره لقاء جائزة بسبب الجشع والطمع، والآخر الذي ترك المنصب بسبب علو إنسانيته وسمو نفسه وزهده…. إلخ”.
    والكتاب مزوّد بمجموعة من الصور والجداول والأشكال التوضيحيّة، وفي نهايته قائمة بالمصادر والمراجع معظمها باللغة الإنكليزية.
    يُذكَر أنّ مُؤَلِّف الكتاب د. حسين السعدي طبيب متخصص في الجراحة العامّة، ويحمل شهادة الماجستير في طبّ المجتمع، وله عدّة مقالات وأبحاث منشورة في مجلات محلية وعربية وعالمية.