المجموعة القصصية “المنيع” لعمر سعيد.. معان إنسانية وفلسفية

المجموعة القصصية “المنيع” لعمر سعيد.. معان إنسانية وفلسفية


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    يحمل كتاب “المنيع” وهو مجموعة قصصية للروائي العراقي المقيم في أمريكا عمر سعيد؛ معاني إنسانية وفلسفية، ويتكون كل نص في الكتاب من شخوص وأزمنة وأماكن، كلها عوامل تجتمع في قصة تعكس معاناة الإنسان في المنطقة ومع الحياة ككل.

    السرد فيها قائم على تكسير الإنشاء ووضع طريقة كتابة السيناريو بدلا منه
    هذه القصص تصنع تساؤلات كبيرة عن الوجود الإنساني ومعاني الحياة الحقيقية، وتحتوي المجموعة على 14 قصة، منها القصير جدا الذي لا يتجاوز صفحة واحدة، ومنا الطويلة التي تفوق الخمسين صفحة.
    ويستخدم الكاتب العراقي في نصوصه أسلوبا كتابيا جديدا لسرد تلك القصص، حيث يبتعد عن الإنشاء والسرد المسهب، ويقترب من استخدام الرموز والاختزال ليفسح المجال للقارئ أن يفكر بطريقته الخاصة داخل القصة.
    ويعد الكتاب فرصة للقارئ أن يشارك الكاتب فهم وتحليل أبعاد القصص التي قد تحدث مع شعوب بأكملها.

    الرواية العربية لا مكان لها في أمريكا بسبب قلة الترجمات للغات أخرى وندرة دور النشر ومعارض الكتب العربية وشح القراء العرب في أمريكا
    وفي بعض نصوص هذه المجموعة محاولات سردية مختلفة، السرد فيها قائم على تكسير الإنشاء ووضع طريقة كتابة السيناريو بدلا منه، وهي محاولات لاختزال الأمكنة بشكل مكثف، فنظام السيناريو يتيح الفرصة للانتقال بالأزمنة والأمكنة تحديدا بشكل أسرع وأكثر إقناعا، وفق سعيد.
    كما نجد في قصص المجموعة انشطارا في هوية المؤلف بين بيئة عربية مغمسة بالعادات والتقاليد وبين واقع إنسان يعيش في أمريكا، فنراه أحيانا مغرقا في عراقيته، ويتجسد ذلك في حواراته باللغة العامية في اللهجة العراقية، وأحيانا أخرى لا تسعفه الكلمات العربية فيطرح الفكرة باللهجة الأمريكية.
    ونجد الكاتب هنا مبعثرا بين أصوله العربية العراقية، وبين حياته الطويلة في الولايات المتحدة ومدى تأثيرها على أسلوبه في التفكير.
    وفي حديث مع “إرم نيوز”، يرى عمر سعيد أن الرواية العربية لا مكان لها في أمريكا بسبب قلة الترجمات للغات أخرى وندرة دور النشر ومعارض الكتب العربية وشح القراء العرب في أمريكا، بالإضافة إلى تاريخ فكرة الرواية العربية القصير.
    وبحسب سعيد، كلها عوامل مخيبة لآمال نجاح فكرة الرواية العربية في أمريكا، إلا أنه يرى رغم تلك المعيقات التي لا تنتهي، أن فكرة الكتابة تظل تحديا شخصيا يخوضه الكتاب فقط لمحاولة إيصال فكرتهم للباحثين عن المعرفة.
    نشهد موت الشعر في العالم العربي منذ السبعينات
    ويحاول الكتاب، وفق سعيد، إضافة قطرة حبر من العلم إلى بحر الحياة، هذه المحاولة تتجسد على شكل قصة، قصيدة، رواية ..الخ.
    كما يرى عمر سعيد أن الرواية العربية حاليا تعكس الواقع المعاش بقدر محدد، أي بقدر ما هو مسموح للكاتب أن يعكسه عن الواقع. ويقول: “هناك الكثير من المحرمات والممنوعات تمنع الكاتب غالبا من السبر في تربات البنى الفكرية، سواء دينة كانت أم سياسية”.
    وحول أسباب إقبال الشعراء على عالم الرواية، يرى الكاتب عمر سعيد “أننا نشهد موت الشعر في العالم العربي منذ السبعينات، الشعر قائم على الرمزية والإنسان المعاصر يجنح إلى الوضوح عموما وهو الوضوح الذي قد نجده في عالم الرواية الذي يعد أقرب إلى الواقع”.
    ومن الجدير بالذكر أن غلاف كتاب “المنيع” يحمل لوحة فنية تحمل إسم “الحارس المتعب” للفنان العراقي الكندي موفق الرسام، وكتاب المنيع صادر عن دار نشر “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن.
    نشر في إرم نيوز 
    10/6/2023