تتحدث د. سالمة بنت نصيب بن خلفان الفارسية في كتاب “تحت ظل الشيماني” عن حياة القرية ومفرداتها في طيوي في العقدين الثامن وحتى منتصف التاسع من القرن العشرين.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 272 صفحة من القطع المتوسط، وضم اثني عشر فصلًا ومقدمة وخاتمة، تصف من خلالها الكاتبة تلك المفردات القديمة في قريتها التي نشأت فيها، وتعرِّج إلى بعض العادات والحرف والمشاهدات التي اندثرت أو كادت.
تقول د. سالمة بنت خلفان في مقدمة الكتاب: «ما زالت الذاكرة تحتفظ بألوان الدروب، وطلاء الأبواب، وحجارة الجدران، وأين ينقطع الدرب ويتحول إلى مفترقات، وإلى أي المسالك يفضي كلٌّ منها، وأي العُقَد تتخلَّلها.
وكذلك، ثمة أصوات الراحلين وألوان ثيابهم، رائحة الطبخ في كل بيت وقت الضحى وهي تشي بما سيتناولونه اليوم للغداء، الدخان المتصاعد من الحطب المشتعل، أجراس الدواب العابرة، صياح الديك المستمر على سطح زريبة الماشية، خوار بقرة الجيران في الضحى، عودة الرعاة مساءً بهمهماتهم وثغاء أغنامهم ومأمأة خرافهم، تداخل الأصوات، الحركة الدؤوبة في طرق القرية قبيل الغروب..
وبحسب الفارسية فإن على صعوبة العيش في قرية بسيطة وعلى ما تحمله من الآمال والطموح الشخصي، فإنك لا تستطيع مفارقة فكرة أن “الوطن” هو مهد ذكريات الطفولة ومراتع الصبا، وهو المهرب الأخير من العالم الصاخب إلى عالم الذكريات الهادئ.
وتقول في الخاتمة: «تعبر الأجيال وتبقى الأرض شاهدة على مَن مرُّوا من هنا، وتبقى آثارهم لتقول هنا كان آباؤكم، وهذا ما صنعوه. تبقى الأرض شاهدةً على أن أولئك الآباء تركوا خلفهم جيلًا قادرًا على اقتفاء آثارهم لو وقف دقيقة مع نفسه، وعاد إلى تلك الآثار، وتيقَّن أن مَن استطاع أن يبدع في ضنك الحياة فمن المؤكد أن فرصته للإبداع أعظم في ظل رغد الحياة ورخائها».
ومن الجدير ذكره أن الدكتورة سالمة بنت نصيب بن خلفان الفارسية حاصلة على شهادة الدكتوراة في إدارة الموارد البشرية من جامعة العلوم الإسلامية الماليزية. لها العديد من المشاركات والأوراق النقدية والدراسات.
class="inline-block portfolio-desc">portfolio
text