“تحرَّر من القلق: دليلك للتعامل مع القلق” للأخصائية النفسية الأردنية دينا برقان مدوَّنة أُعِدَّت لمن يعانون من القلق وأحاطت بهم الضغوط والتوترات، موضحة أنماط التفكير السلبية التي تسبب القلق، وكيفية التعامل معها لتعديل الأفكار والتصرفات.
يقع الكتاب الصادر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 96 صفحة من القطع المتوسط، ويضم (16) عنوانًا بما فيها المقدمة التي جاءت بعنوان (دليل استخدام مدوَّنة “تحرَّر من القلق”) وتركز على الأفكار وتطوير الوعي بها، وتقول دينا برقان في المقدمة: “وتحتوي هذه المدونة تمارين عديدة تساعدك على التعامل مع القلق والتخفيف من أعراضه الجسدية، وتساعدك على بناء توكيدات إيجابية لتكرّرها يوميًّا لتتخلّص من القلق”.
ويتضمَّن الكتاب (المدوَّنة)، عددًا من التمارين والممارسات التي يمكن ممارستها لمدة (15) دقيقة على الأقل، على نحو يومي، أو أسبوعي.
ويأتي السؤال الأساسي: من أين يأتي القلق؟ مع إيراد تعريف للقلق وذكر بعض أنماط التفكير المسببة له. وتعرف المدونة القلق بأنه: “هو الوسيلة التي يستخدمها عقلك لحمايتك من الأخطار المتوقعة”. مع ذكر طرق التعامل مع أنماط التفكير التي تسبب القلق، ومن بينها التفكير الكارثي، والتركيز على السلبيات، والتعميم.
وتتحدث الكاتبة عن تمارين التنفس العميق ودورها الفعال في السيطرة على القلق، من خلال تحفيز الجهاز العصبي اللاودي الذي يعمل على تهدئة الجسم، وخفض معدل ضربات القلب، وتعزيز الاسترخاء، وبالتالي تقليل الشعور بالقلق.
وتدعو الكاتبة دينا برقان إلى التركيز على زيادة الوعي بالأفكار الداخلية للمرء، مع إجراء تدريبات عملية للوصول إلى المستوى الأمثل من الوعي.
وتتساءل دينا برقان عن كيفية الشعور بالقلق في الجسد؟ مجيبة: “يظهر القلق في جسدك بطرق قد لا تعرف أنها بسبب القلق فتشعر بألم في مناطق جديدة أو شد عضلي دون وجود سبب واضح، وحتى مع مراجعة الطبيب وأخذ أدوية الشد العضلي يستمر الألم لأن هذه الأوجاع سببها القلق”.
وتوضح الكاتبة مظاهر القلق في التعامل مع الآخرين، وكذلك مع النفس، مشيرة إلى أن القلق هو وسيلة العقل ليشعر بالأمان، مع التركيز على بعض التمارين التي تجعل الإنسان في مأمن من آثار القلق ومن الشعور بالتوتر.
وترى دينا برقان أن الإنسان من حقه أن يسترخي، قائلة: “تعرُّضك للضغوطات والقلق المستمر يجعلك تشعر بأن عليك أن تتحرّك دائمًا وتنجز أو تفكر وتعمل “شيئًا مفيدًا”، وأن الجلوس والاسترخاء هو مضيعة للوقت، وفي كثير من الأحيان عندما تحاول أن تأخذ استراحة تستمر بالشعور بالتوتر والقلق؛ فقط لأنك تحاول الاسترخاء”.
وترى دينا برقان أن الضغوط تساعد على النمو قائلة: “التعرض لضغوطات ومواقف صعبة ينتج عنه الكثير من الأمور السلبية كالقلق والتعب النفسي والجسدي.
ولكن ينتج عنه أيضًا أمور إيجابية، فقد تتعلَّم أشياء إيجابية عن نفسك أو تتعلّم طرقًا جديدة للتكيف والنمو وطلب المساعدة، وقد تكون علاقات جديدة أو قد تتغيّر طبيعة بعض العلاقات في حياتك بطريقة إيجابية لك”، مع ذكر بعض الأسئلة حول الأمور الإيجابية التي تحدث للإنسان والتأمل فيها.
وتطعِّم دينا برقان كتابها بعدد من النصائح الإضافية للتعامل مع القلق، ومنها: بدء اليوم ببطء، والتقليل من الكافيين، وممارسة التمارين الرياضية، والتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وممارسة عادات العناية بالنفس، وتعلم قول “لا”.
وتتحدث الكاتبة عن نوبات الهلع، معرِّفة إياها بأنها: “شعور مفاجئ وحاد بالخوف وعدم الراحة. يصل إلى أقصى درجاته خلال دقائق، ويمكن أن يحدث وأنت في حالة هدوء وراحة، أو وأنت في حالة قلق”.
وتضع دينا برقان عددًا من النصائح للتعامل مع نوبات الهلع، مثل: إدراك نوبة الهلع، وقبول الشعور بالخوف، والتفكير باستجابة مختلفة.


