يشتمل كتاب “ترانيم.. ثلاث مسرحيات” لعبد الفتاح رواس قلعه جي على ثلاث مسرحيات، هي: “دالية عنب”، و”أميمة والشنفرى”، و”الطريق إلى السدرة” قال عنها الكاتب إنها ثلاث ترنيمات في الحب.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 382 صفحة من القطع المتوسط.
يقول عبدالفتاح قلعه جي في مقدمته للكتاب: “في مسرحية “دالية عنب” ثمة تماهٍ وتوحُّد بين ثلاثة أقانيم للحب: الأم، الابن، الطبيعة المتمثلة بدالية العنب، وذلك من خلال سيرة ذاتية للكاتب، وسيرة موضوعية للمجتمع المحيط، مع إشارات إلى العزلة التي يعانيها المرء عندما يبلغ سن الشيخوخة”.
ويردف قلعه جي: “في مسرحيتَي “أميمة والشنفرى” و”الطريق إلى السدرة” ثمة تقابل بين: 1- حب أرضي هو ما بين حبيبين في بيئة اجتماعية محافظة قاسية. 2- حب متعالٍ يمزج ما بين حب الإنسان للإنسان وحبه لنور الأنوار، الكلي الجمال والقدرة، وحب هذا النور الكلي للإنسان وأصفيائه من بني البشر، وذلك في كينونة متبادلة بين طرفي الحب.
وقد جاءت مسرحية “أميمة والشنفرى” شعرية اللغة، و”الطريق إلى السدرة” شعرية وشاعرية، أو هي شعرية بنبضها الإيقاعي الداخلي.
وقد أفسح قلعه جي في مسرحية “أميمة والشنفرى” – مجالًا لأنْ تُقدَّم على أنها مسرحية عادية أو أوبريت، إلا أنها لن تكون أوبريتًا موسيقيًّا مرحًا ذا نهاية سعيدة شأن غالبية هذا النوع الغنائي الموسيقي، وإنما الأكثر أهمية بحسب رأيه هو إبراز البيئة والأفكار، وإيقاعات العصر الذي نعيشه اليوم، والمشاعر، وتحولات الحب عند الشنفرى، ومعاناته، إضافةً إلى ضرورة المزج القاصد بين التراث التاريخي والمعاصرة.
وكذلك يستطرد قلعه جي: “إن تصوُّري لمجتمع الصعاليك في الجاهلية ودواعي خروجهم عن نظام القبيلة وأعرافها، كان مبنيًّا على اطِّلاع واسع على أشعارهم التي تلخِّص قصصهم وآراءهم، وعلى دراسة أنثروبولوجية لحياتهم وأساطيرهم، ومنها لقاء تأبط شرًّا بالغول وانتصاره عليه، وهو الشخصية الثانية في المسرحية مع الشنفرى، وغنمت للعمل من هذه المزاوجة في البطولة بالمقابلة بين زوجتيهما فيما تحمل كلٌّ منهما من رأي مختلف في الحب والزواج.
أما الثانية “الطريق إلى السدرة” ولعلَّها أول عمل عربي يتناول قصة الإسراء والمعراج في عمل ملحمي، فقد مزجت فيها بين العناصر المسرحية والسينمائية، وبين متوجِّبات التقديم الأوبرالي إن شاء المخرج ذلك، بما فيها من عناصر عرض خاصة، واختيار المشاهد الإنشادية والغنائية، والأداء التعبيري الحركي، والاهتمام بأن تكون الموسيقى والترانيم كونية علوية، والاحتفال الفائق ببناء سينوغرافيا مدهشة تكون مراحًا لعين المشاهد”.
ومن الجدير ذكره أن عبد الفتاح رواس قلعه جي كاتب مسرحي وشاعر وقاص سوري، له العديد من المؤلفات في مجال الدراسات والتراجم والروايات والشعر والنصوص وقصص الأطفال والمسرحيات والدراما الإذاعية والتلفزيونية.
ومن مؤلفاته: مولد النور (ملحمة حوارية شعرية)، ثلاث صرخات (ثلاث مسرحيات: هل قتلت أحدًا؟ – الليل جزار – الشتاء يأتي مبكرًا)، نصوص من المسرح التجريبي الحديث: (ثلاث مسرحيات: طفل زائد عن الحاجة – باب الفرج – اللحاد)، علي بابا والأميرة شمس النهار (مسرحيتان: علي بابا وأوبريت قلعة حلب – للأطفال)، أوبريت الإسكافي وحوار ديموقراطي جدًّا (مسرحيتان)، ليلة الحجاج الأخيرة (أربع مسرحيات: ليلة الحجاج – الفصل الأخير – أحلام الموتى – ليلة عاصفة).
class="inline-block portfolio-desc">portfolio
text