حكايات برسم العولمة”.. آخر رسائل الراحل جميل قموه

حكايات برسم العولمة”.. آخر رسائل الراحل جميل قموه


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “الغد”

    صدر كتاب “حكايات برسم العولمة” للكاتب الأردني الراحل جميل قموه، متضمناً نصوصاً أدبية متنوعة من قصص قصيرة، حكايات شعبية وأشعار، أعدته ابنة الراحل ميسلون قموه.
    جاء في المقدمة: “حكايات من حياتنا اليومية وتراثنا وتراث الآخرين، نستلهم العبر والمعاني من تجارب حقيقية أو ذات دلالات قد تمنحنا رؤية أو إشارة لما يجري في عالمنا الحاضر، هكذا كانت بداية هذا الكتاب، ثم استبحر العقل ليضيف مزيداً من مرآة الحياة بهفواتها وآلامها وفرحها وعنادها، من شعر ونثر وقصص جمع فيها أشكال الخيال وصور الأحلام وطرائف من واقع الناس وبوح فؤاد القلب بحنينه إلى ما مضى ولهفته إلى ما تصبو إليه النفس، لعل مَن يقرأ يجد المسرة والحكمة والعظة أو يجد ما قد يحمل الإنسان على التفكير في أسرار الطبيعة وصنيع البشرية”.
    وأضاف: “وقد كان هذا آخر ما سمحت به قوة الجسد بأن يعطي، مستغلاً كل قطرة من قطرات الحياة ليروي فيها ظمأنا إلى بعض الكلمات والسطور التي نرغب في أن نعبر بها الأزمان والعصور حتى إن لم نصل إلى إتمام ما نريد البوح به أو ما قد يعجز القلب عن الكشف عنه”.
    جاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 101 صفحة من القطع المتوسط متضمناً 47 نصاً، إضافة إلى تمهيد بقلم ميسلون قموه بعنوان “لقد تغير العالم” تحكي فيه عن رحلة إنجاز الكتاب في أثناء مرض والدها: “كنا نجلس ظهيرة كل يوم من أيام الشتاء بالقرب من النافذة المطلة على الشارع مستغلين سطوع ضوء الشمس داخل المنزل في هذا الوقت ليتمتع والدي ببعض الدفء الطبيعي الذي يحفزه على مغادرة سرير المرض الذي كان قد أنهك جسده وقد استفحل ليصل إلى أقصاه، وكنت قد قررت أن أسبق العزن لمساعدة والدي في مراجعة مادة كتابه الأخير هذا؛ لنتمكن من طباعته فنبدأ رحلة القراءة والمناقشة لكل موضوع في هذا الكتاب مدة ساعة واحدة يومياً”.
    جاء على الغلاف مقتطف من قصة “خارج نطاق العولمة”: “في قاعة فسيحة يؤمها المواطنون بمختلف أطيافهم، كان رجل خمسيني يعتمر كوفية بعقال يميل على رأسه، ذو ملامح حادة وقد لوحت الشمس وجهه، وكانت نظراته ثاقبة تبرز من عينين غائرتين في محجريهما. وكان بائع جوال يعرض الماء البارد بكاسات بلاستيكية مغلقة. اقترب منه صاحبنا وتناول إحداها وبدأ يطفئ ظمأه. جال البائع جولة وعاد للرجل الخمسيني فتناول منه كأسًا أخرى. طلب البائع من صاحبنا ثمن الماء، فوقع عليه الطلب كالصاعقة؛ غضب واستهجن أن يُباع الماء، وقال للبائع مستاءً إنه سيقدم له بئراً من الماء العذب الزلال لو أنه حضر عنده، ثم أقسم أنه لن يشرب الكأس الثانية، وأعادها إلى صاحبها. استغرب البائع بدوره موقفَ الرجل، واستاء كثيرًا، فهذا عمله، وبيع كاسات الماء مصدر رزقه. تدخل أحد الحضور، وسدد للبائع ثمن الماء، وغادر الرجل غير مستوعب ما يحدث في هذا العالم”.
    والجدير بالذكر أن جميل قموه (1941-2021) خريج كلية القانون من جامعة دمشق، وعمل أخيراً في السلك الدبلوماسي في السفارة الأردنية في القاهرة. من مؤلفاته: “تجارب الزمن” 2014، “مفاتيح صغيرة لمواضيع كبيرة” 2015 و”فلسفة خارج الإطار” 2019.