خذلان بطعم الحلوى لأميرة مبارك – بقلم ثائر حجات

خذلان بطعم الحلوى لأميرة مبارك – بقلم ثائر حجات


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    ثائر حجات

    تعد القاصة السورية أميرة مبارك آخر عنقود الكاتبات في عالمنا العربي اللواتي حملن على عاتقهن رفع راية الرواية النسوية والتصدي لكل أشكال الابتزاز للمرأة من خلال ما جسدته عبر صفحات روايتها (خذلان بطعم الحلوى) بتسليط الضوء على الانتكاسات والمصاعب التي  تواجه المرأة فقد شكلت شخصية (شذى) حجر الزاوية في أحداث تجري في زمن سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في بعض الأحيان سلاحاً موجهاً في عالم يسوده سطوة ذكورية لتأتي أحداث الرواية حول فتاتين من عالمين مختلفين عالم الأرض وعالم السماء، تتلاقى حياتهما وتتشابك فجأة بأحداث متشابهة، وأسرار غامضة، وأوهام تصل أحياناً إلى حد الجنون. ناهيك عن الرواية بحد ذاتها ساحة حرة سعت الكاتبة من خلالها لبث هواجس المرأة ومحاولة منها للتصدي لكل ما من شأنه الإنقاص من مكانة المرأة وتشويه صورتها عبر جملة من الانفعالات تاركة للقارىء حرية التحاليل وضبط انفعالاته ومشاعره من  خلال مشاهد حية صورتها الكاتبة بالحرف رافعة شراع  التحدي لتشكل هذه الرواية خطوة جديدة في عالم الكبار أهم ما يميزها كونها تناسب القراء بكافة شرائحهم وميولهم لكونها تجمع ألواناً مختلفة من الفنون.

    أكثر ما يلفت نظر المتابعين فيها عنوانها فهم اعتادوا على مزج الخذلان بمشاعر سلبية وكلمات حزينة موجعة وبطعم مر. فكيف يصبح هذا الطعم مختلفاً.. وعلى الأخص طعم الحلوى؟!! وقد جعلهم ذلك يتهافتون لقراءتها، خذلان بطعم الحلوى رواية اجتماعية يحتار قارئها بتحديد هويتها؛ فتارة تحملك إلى عالم مفعم بالرومانسية والمشاعر وتارة أخرى إلى الحياة الاجتماعية والواقعية ممزوجة بالنمط البوليسي والتشويق الجذاب.. وما بين العشق والجريمة أسرار وألوان تتناثر بين سطورها ملتفة بعبير العبق الدمشقي. البطلة الرئيسية مستشارة نفسية تتغير حياتها مع توالي الصفحات وتنتقل من طور إلى آخر بمشاعرها وحياتها وصفاتها النفسية حتى نهاية القصة التي تفاجئ القارئ بنهاية غير متوقعة، أما البطلة الأخرى فتتكشف الحقائق عنها وعن غموض حياتها وموتها بسرد متتابع تارة وبطريقة تحليلية تارة أخرى. يعد أسلوب تحدي توقعات القارئ من الأساليب التي اعتمدتها الكاتبة في تشويقها.. فكانت دائماً تأتي بما يخالف تحليله للأحداث واستقراءه لما ستؤول إليه. وللعلم فإن الكاتبة بدأت مشوارها الأدبي في عالم الأطفال عام 2006 في أول قصة نشرتها (حوار الخضر) والتي لاقت صدى واستحساناً من القراء وخاصة الكتاب منهم لما فيها من عرض تشويقي وجذاب للمعلومات العلمية.

    كانت الخطوة التالية عملها محررة في مجلة شهرية للناشئة ما لبثت أن استلمت إدارة تحريرها بعد عمل شاق ومكثف وجهود مبذولة في صفحات تلك المجلة. من أميز أعمالها مغامرات خفيف: وهي سلسلة مغامرات فكاهية وشائقة عرضت بفن القصة المصورة (الكومك) في 24 عدداً، كل منها يحوي أربع صفحات. إضافة إلى زاوية أبيض أسود المعروضة بفن الكاريكاتير وهو لوحات نقدية لسلوكيات الأطفال السلبية بتوجيه إيجابي مؤثر. رافق تلك السنوات الكثير من الأعمال الموجهة للأطفال والناشئة آخرها قصة قصر فوق الغيوم صدرت مؤخراً عن وزارة الثقافة السورية.