“دولة الكلاب العُظمى”.. حكايات زمن العولمة

“دولة الكلاب العُظمى”.. حكايات زمن العولمة


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    صالح محروس محمد

     رواية “دولة الكلاب العُظمى” هي تجسيد روائي للواقع العربي المعاصر وما يعانيه الوطن العربي من مشكلات في عصر العولمة. فهي تحكي قصة آلام وهموم المواطن العربي بشكل خاص وهموم مواطني العالم الثالث بشكل عام وكيف يتم التلاعب بملايين من الناس التي تموج حياتها في الفقر والبطالة وشظف العيش والديكتاتوريات الظالمة وتشرح ما تتعرض له من بلاء بعد أن تكالبت عليهم عقول شيطانية استغلت حالة الضعف والهوان والحاجة والجهل.

    وتميزت آسيا خولة عبدالهادي كاتبة هذه الرواية بأسلوبها الشيق والسردي الذي يجعلك متشوقاً لمعرفة ماذا حدث لحليمة بطلة الرواية والتي اتخذتها الكاتبة رمزاً للوطن العربي وجسّدت صمودها ضد الأفكار الشيطانية وابتكارات الأذى في عالم بلا قيم ومبادئ.

    فرواية “دولة الكلاب العظمى” لا تتحدث عن دولة بعينها بل تتحدث عن النظام العالمي الجديد في عصر العولمة الذي يمسك بقبضته البشعة بتلابيب الشعوب ومقدرات الأمم ليضعها بين يدي تجار السلاح والموبقات بكل أنواعها من دون رحمة ودون شعور مع آلام الفقراء وتأوهات الجوعى والمحرومين من خلال تسخير أدوات الإعلام المضلل الذي يتلاعب بمشاعر الشعوب ويزيّف واقعها ويغيّر ويوهم ويكذب فترتضي الذل والهوان من أجل لقمة عيش مغموسة بكل أنواع الظلم والقهر والاستغلال.في زمن العولمة الظالم يتم طرد مصالح شعوب ملايين من البشر لمصالح حفنة انتزعت الرحمة من قلوبها وأصيبت بالسعار اللامحدود لجمع الثروة ومليارات الدولارات من دون وازع من ضمير ثم لتتمنن عليها بالفتات لتشتري سكوتها وتضمن مواقفها في أرخص وأحط عملية ابتزاز وسلوك دولي يشهده التاريخ.

    في الرواية، والتي تتألف من 26 فصلاً، نجد توصيفاً تاماً وحقيقياً لكيفية تسيير أمور هذا العالم بيد شياطين تدعي الديمقراطية والحضارة وحقوق الإنسان في الوقت الذي تدوس على كل المبادئ لتلتهم ما تبقى لهذه الشعوب مما يسد رمقها ويرفع عنها الجوع والحرمان. فهم يدّعون الدفاع عن الديمقراطية وفي أي موقف ديمقراطي نجدهم يتخلون عنها. ويدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان وها نحن نرى العجب مما يدمر هذه الحقوق بل يلغيها ويتجاهلها. ويدّعون محاربة الفقر في الوقت الذي ينهش الفقر أجساد فقراء العالم. ويدّعون محاربة الاستبداد في الوقت الذي يعيش الاستبداد فيه أحلى أيامه وأكثرها إشراقاً.