“الدستور” المصرية
إن كان العصر الحديث فى أوروبا عصر الأنوار كما سمّاه كانط، قد قام على مجموعة من المواقف «الإيمانية» المُعبّرة عن أهداف عصر التنوير والمُدافعة عن مكتسباته، والتى جاء على رأسها التحوُل عن القيم الأخروية بكل ما تعنيه، والإيمان بأن الإنسان مقياس كل شىء- فإن العديد من الكتابات بات فى موضع استشكال لما قادت له هذه السرديّة من مُشكلات وأزمات، ولما هو متوقع مُستقبلًا فى ظل الحراك العلمى والتكنولوجى الذى بات يستهدف إعادة تشكيل جوهر الإنسان. فى كتاب «ديكتاتورية المستنيرين.. روح الإنسانوية العابرة وأهدافها» الصادر فى طبعة حديثة عن دار «الآن ناشرون وموزعون» فى الأردن، للباحثة الروسية أولجا تشيتفيريكوفا، والذى ترجمه عن الروسية الكاتب الأردنى باسم الزعبى- تُقدّم الكاتبة وجهة نظر فيما يتعلق ببعض التوجهات العلمية والثقافية السائدة على المستوى العالمى التى تستهدف إحداث تغييرات جذرية فى الثقافات والجوهر الإنسانى، بالحديث عن بعض المشاريع الثقافية والعلمية التى حوّلت العلم إلى أيديولوجيا تستهدف تأسيس دين جديد يتوافق مع طبيعة العصر ومُكتسباته التكنولوجية والعلمية.