“رؤى وتأملات” كتاب يوثّق محطات فارقة في سيرة سميح مسعود

“رؤى وتأملات” كتاب يوثّق محطات فارقة في سيرة سميح مسعود


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    يستذكر سميح مسعود في كتابه “رؤى وتأملات” الجزء الثاني مجموعة من المحطات الفارقة في سيرته الذاتية، التي ارتبطت في كثير من جوانبها بأشخاص تركوا أثرهم في تلك السيرة، وأماكن لم تغادر الذاكرة، وأحداث شكَّلَت محطات حاسمة في حياته.
    وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 222 صفحة من القطع المتوسط، وامتدت محطاته على مدى جاوز الستين عاما، انطلاقا من بواكير شباب الكاتب في مدينة حيفا، مرورا بمراحل اغترابه خارج وطنه ولقائه بأشخاص من أعلام الأدب والنضال والصحافة، وصولا إلى مرحلة ما بعد التقاعد من حياة الكاتب التي ما زالت تشهد أحداثا حاسمة، كحدث كورونا التي أفرد لها فصلا خاصا من فصول الكتاب.
    ويشير المؤلف إلى أنه نشر هذه المحطات تباعا في أكثر من صحيفة عربية في الأردن وفلسطين والكويت، وهو يعيد نشرها في هذا الكتاب بنصها الحرفي دون تعديل أو إضافة كما نشـرت في الصحف من قبل، وذلك بهدف “توثيقها وحتى تظهر معاً في كتاب جامع يسهل على القارئ الإلمام بها عند مطالعتها، وقد تم ترتيبها في ستة فصول وفق مواضيعها”.
    ويستذكر سميح مسعود مدينة حيفا التي تشكلت عبرها علاقته بالأمكنة، قائلا:
    “أعود دوماً إلى ذاكرة المكان، أواصل التأمل، وتستيقظ الذاكرة على حيفا، أجدها في مكانها الجميل تعانق أمواج البحر، تترامى على امتداد شاطئ تكمن فيه أيقونة تسلب الألباب، أستنشق منها شيئاً من أيامي الماضية، أراها في عيني أشد امتلاء وصفاء وأكثر قرباً… أطوف فيها، في كلّ أحيائها وشوارعها وأسواقها وضواحيها، أشكلها بمرايا زمن مضى كم كانت من قبل تعج بصور مشاهد وأحداث كثيرة، هي العتبة الأساسية لسطوري وحروفي”.
    ويقول في بعض المقاطع التي توثق يومياته خلال الحظر الكوروني:
    “ذات يوم من أيام الحجر المنزلي كانت فيه الشمس ساطعة تترامى أشعتها في كلّ مكان، اندفعت في داخلي قوة الحياة من جديد، أحسست برغبة لقضاء وقتي بالقراءة، وفي الحال اتجهت مسرعاً إلى جلال الدين الرومي لكي أسمع صدى أفكاره عن أسرار الموت والوجود ومقاييس الزمن اللانهائي. تصفحت بعض كتبه ودواوينه، وتمتعت برقة دوي كلماته وأشعاره، استولى عليّ، سحرني، ونسيت عزلتي، وأصبحت حياتي مع القراءة هادئة، وأشدّ هدوءاً عما كانت عليه في أيام الحجر الأولى، لكنه للأسف ذات صباح طغت على هدوئي ترانيم شعائر بصدى قوي، استحوذت عليّ، وسرعان ما علمت منها أن المناضلة الرفيقة تيريز هلسا قد أغلقت جفونها المتعبة، هزمها المرض العضال. فُتحت كوات الليل المظلمة وألقت غلائل الموت السوداء عليها”.
    ومن الجدير ذكره أن سميح مسعود شاعر وكاتب وُلد في حيفا عام 1938، ودرس في جامعتَي «سراييفو» و«بلغراد» في يوغوسلافيا، وحصل في عام 1967 على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة بلغراد. وقد عمل مستشارًا اقتصاديًّا في ثلاث مؤسسات إقليميّة عربيّة تتّخذ من الكويت مقرًّا لها، وانتُخب في عام 1990 رئيسًا للاتحاد العام للاقتصاديّين الفلسطينيّين- فرع الكويت، وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيّين، والاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب. وصدر له ستة وأربعون كتابًا منها ستة وعشرون في مجال الشعر والأدب.