“اليوم السابع” المصرية
صدر حديثًا عن دار الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون”، كتاب تحت عنوان “رؤية الجاحظ فى عصرى بنى أمية وبنى العباس” للدكتور الدكتور سليم الهنائى، يتناول الروايات التاريخية التى تضمنتها مصنفات الجاحظ، وكشفت عن رؤيته التاريخية والسياسية، وخاصة رؤيته للدولتين الأموية والعباسية. كما يعرض الكتاب كذلك الدور الذى لعبه الجاحظ فى إبراز الهوية الثقافية والسياسية العربية والإسلامية من خلال مصنفاته ورسائله، فقد لعب دورا مهما فى الدفاع عن اللغة العربية وعن العروبة التى اتخذت بعدا ثقافيا وفكريا جديدا، كما تصدى للحركات الفكرية التي تستهدف الإسلام واللغة العربية. ويقول الكاتب كان من أهم النتائج التي خلصت إليها أن الجاحظ رغم أصله غير العربى قد دافع عن العرب والإسلام تجاه مناهضيهم، وعبر عن حقيقة أن معايير الانتماء في عصره تغيرت، إذ لم يعد النسب هو الأساس بل غدت الثقافة والفكر والولاء هي المعايير السائدة فى هذا المجال.وأبرزت الدراسة موقف الجاحظ المناوئ لحركتي الشعوبية والزندقة من خلال ما كتبه وصنفه في الرد على أفكارها المنحرفة. وقد كان الدور الذي لعبه الجاحظ في هذا المجال سببا في حفظ تراثه، مقارنة بتراث المعتزلة الذى عرض في معظمه إلى التلف في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي. وقد سعى البحث في مجمله إلى الكشف عن شخصية الجاحظ وفكره وميوله السياسية وأثرها في كتاباته ومواقفه من التطورات السياسية والتيارات الفكرية في العصر العباسي، وأوصى الباحث في الخاتمة إلى التركيز فى الدراسات المستقبلية على تناول الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فى العصر العباسي من خلال مدونات الجاحظ، وخاصة تلك التي ما زالت مخطوطة أو نُشرت حديثا.