“العدالة” العراقية
اختارت الكاتبة “رولا عصفور” باب الرواية الصعب لتدخل إلى عالم الكتابة الواسع، وتتسم روايتها “أحلام مبعثرة؛ بين عمان ويافا” الصادرة حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون” بحس إنساني عالٍ، يبرز في علاقة البطلة مع أهلها؛ خاصة بعد مرض أمها واضطرار العائلة للسفر لغايات علاجها .. وتشكل علاقتها مع حبيبها صدمة للكثيرين لكونها تجربة نادرة تتجاوز المألوف وفق اعتبارات البعض. ويأتي اختيار اسم البطلة ” رؤى” ليعبر عن رؤيانا الخادعة أحيانا لأنفسنا، واكتشافنا لجانب مخفي من شخصيتنا في المواقف الحياتية اليومية، بالإضافة إلى تطرقها إلى فكرة تبعثر الأحلام عندما تصطدم بالواقع الرافض لها. وتتسم الرواية بالجرأة التي تتضح من خلال بعض المواقف التي تناولتها الكاتبة مثل صدمة صديقة البطلة “حياة” في ليلة الدخلة بعدما اكشفت أن الشاب الذي ارتبطت به بعد قصة حب أقام علاقات محرمة عديدة؛ فتبوح لرؤى: ” يقتلني الشعور أنه فكر، ولو للحظة، أن علاقتي به تشبه علاقة الرجل بامرأة عاهرة يفرغ داخلها رغباته، ويتركها وهو واثقٌ بأنها لن تفضحه”.ومن أجواء الرواية: “حاولت رؤى أن تتمالك نفسها عندما وجدت أمامها القُبّة الذهبية، خذلتها دموعها: «أنا هنا، لا أصدِّق! يا رب اشفِ أمي»، دعاء قالته علانية، ثم بسرِّها: «يا رب، أخاف من ما في قلبي من مشاعر، وأخشى أن أقول لك أن تبعدني عنها فتستجيب! يا رب أريد أن أجربها للنهاية، فقد يكون لي بها سعادة كنت أتمناها. يا رب إذا كان اختياري للشقاء بإرادتي اجعله شقاءً محتملاً لي ولا يؤذي أمي وأبي… يا رب». جاءت الرواية في 160 صفحة من القطع المتوسط، وقد ازدان غلافها بلوحة “أرض أخرى” للفنان المبدع “محمد نصرالله”.وعن بطلة الرواية كتبت المؤلفة على الغلاف الخارجي: “تؤمنُ «رؤى» أنّ المرأة العربية تولد بكفنٍ أبيض مطرَّز بواقع يجبرُها على الالتزام بعادات وتقاليد بعيدة عن الدين؛ لا تسمح لها بالعيش حرّة مكرَّمة كما خلقها الرحمن، وإن كانت محظوظة بتفاوُت القيود بين بلد وآخر، تبعاً للشرعيّة التي ينصّ عليها الذَكَر بناءً على مصالحه الشخصية الموروثة. فتنشأ المرأة خاضعة، يقتصر حلمها على الزواج والإنجاب، وإن نالت أعلى الشهادات، مقتنعةً أنّ حريتها مرتبطة بملابسها التي تُبرز مفاتنها، محرَّماً عليها التعبير عن مشاعرٍ لسهامِ حبٍّ بريء أصاب قلبها، متّهمةً بالفجور لأنها لا تقبل الزواج بأيّ رجل يطرق باب أهلها، مشغولةً بالموضة والتجميل للحفاظ على زوجٍ مفاتيح عقلِهِ -في الغالب- في شهواته، مرغمةً على العيش مع من لا يقدِّر أنوثتها، ملتزمةً بالبقاء على ذكرى زوجها بعد وفاته. وبين ما تتمنّى “رؤى” أن تنسلخ عنه، وبين الواقع الذي تعيشه، تتبعثر أحلامها في رحلة تبحث فيها عمَّن يحترم إنسانيتها، بصرف النظر عن جنسها ودينها وانتمائها الجغرافيّ”. يذكر أن المؤلفة حاصلة على شهادة الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك، وعملت في المجال الصحفي في عدة دوريات منها: جريدتي الجزيرة والمسائية السعوديتين، جريدة الأنباء الكويتية، ومجلة كلام الناس المصرية .كما عُيّنت محررة في مجلة سيدتي وكان لها مساهمات صحفية بعدد من مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشـر”، كما تسلمت منصب مديرة مكتب مجلة روتانا – عمان” 2007 – 2013 . وهي عضو لجنة تحكيم للأعمال الأردنية في مهرجان جوردن أوورد عام 2011. وقد حصلت على عدد من الجوائز وشهادات التقدير.