صدور “أربع شفاه ولسان واحد” للراحل محمد طمّليه

صدور “أربع شفاه ولسان واحد” للراحل محمد طمّليه


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “الدستور” الأردنية

     بعد مرور عشر سنوات على رحيله، مازال الكاتب والقاص محمد طمّليه حاضرا بيننا بروحه وبروح مقالاته التي أغنت المشهد الصحفي المحلي والعربي لقدرتها ومحاكاتها هذا الواقع بنقد لاذع ينم عن رؤية ثاقبة للأشياء ومعايشة له، والقارىء لمقالاته في الوقت الحاضر يلاحظ  أن كتاباته  تستقرئ المستقبل الذي نعيش بكل تفاصيله الدقيقة لاستشرافها له بنبوءة الكاتب.
    ضمن هذا السياق صدر مؤخرا عن دار (الآن ناشرون وموزعون)، كتاب جديد حمل عنوان «أربع شفاه ولسان واحد» يقع في 141 صفحة من المتوسط، وقد توزعت موضوعات الكتاب أو حكاياته التي لا تخلو من السرد المتقن في نبش الذكريات بأسلوب مدهش ولغة ساخرة وممتعة في سردها للأحداث التي عايشها المبدع محمد طمّليه، والكتاب في مجمله فيه نفس قاص وروائي متمكن من لغته وأسلوبه الذي لا يجاريه فيه أي كاتب.
    تضمن الكتاب حكايات وذكريات عن:»قرية أبو ترابة..في أعالي الموجب، جارتنا أم محمد، بغداد، من نحن؟ لا أعرف، ووادي الحدادة» هذه العناوين المختلفة يسرد طمليه ذكرياته وحياته وطفولته بمراحلها المختلفة حتى رحيله، ويعاين في هذا الكتاب الكثير من القصص والمشاهدات سواء: سياسية أواجتماعية أو ثقافية أوإنسانية، بأسلوب أشبه إلى سرد سيرة ذاتية تخللتها محطات مهمة مرّ بها المؤلف خلال حياته المفعمة بالعطاء الإبداعي والعمل الصحفي طوال مسيرته التي تعتبر غنية بكل تفاصيلها.
    ومن أجواء هذا الكتاب المهم نقرأ ما خطه الراحل طمّليه عن فترة مرضه بالسرطان حيث يقول بقالب ساخر:»أطباء آخرون قالوا إن شعري سيبدأ بالتساقط قريبا، وربما يشهد جسدي ككل نحولا مفاجئا، وتلك ردّات فعل مألوفة إذا عولج المرء بالكيماوي، وأنا أتعرض لذلك وسأبقى». وينهي حديثة في كتابه هذا بالقول:»يخطر لي أن أجلس في بيت العزاء حتى الصباح أهنىء الناس جميعا، مستقبلا أومودعا، وأقول: البقيّة في حياتي هذه المرّة»
    يعد الكاتب والقاص والصحفي الراحل محمد طمّليه الأكثر شهرة محليا وعربيا، لما تميزت به كتاباته سواء في السرد القصصي أو الكتابة الساخرة التي لا تخلو من عنصر السخرية اللاذعة في معاينته للواقع المحلي والعربي ضمن رؤيته السياسية وفهمه لها. بدأ طمّليه مسيرته الصحفية في «جريدة الدستور» في العام 1983، حيث كان كاتبا لعمود يومي في عدة صحف أردنية أخرى، و كان عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، وفي اتحاد الأدباء والكتاب العرب. وهو أول من كتب مقالا ساخرا في الأردن. وقد استطاع أن يوجد لنفسه أسلوبا فريدا، فجمع بين الأسلوب الصحفي والأدبي في الكتابة.
    وُلد محمد طمّليه في قرية أبو ترابة، قرب الكرك، جنوب الأردن، عام 1957. ويمتد جذر اسرته إلى قرية عنابة بقضاء الرملة، في فلسطين. حصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية عام 1985.
    عمل بعد تخرجه سكرتيراً تنفيذياً لرابطة الكتاب الأردنيين، ومديرا ثقافياً لغاليري الفينيق للثقافة والفنون، ورئيساً لتحرير جريدة (قف) وكاتباً لعمود يومي في عدد من الصحف الأردنية منها: الدستور، الشعب، العرب اليوم، البلاد، الرصيف، حصل على جائزة رابطة الكتاب الأردنيين في مجال القصة القصيرة عام 1986. كما يذكر بأن طمّليه بدأ قاصاً واصدر عدداً من المجموعات القصصية في الثمانينيات وأهمها: «المتحمسون الأوغاد» ثم انتقل إلى كتابة المقال الساخر تحديدا استطاع ان يؤسس لنفسه نمطاً كتابياً زاوج ما بين الصحافي والنص الأدبي.  توفي في عمّان عام 2008 إثر مرض عضال لازمه لفترة طويلة.