“المدينة نيوز”
صدر حديثاً كتاب “روسيا من ثورة إلى ثورة – روسيا أحجية التاريخ”، لمؤلفه الباحث الفلسطيني الدكتور سامر العاصي، عن الآن ناشرون وموزعون في عمان.
والكتاب الذي جاء في 580 صفحة يحاول أن يقدّم صورة شمولية لتاريخ روسيا المعاصر، تلك الدولة التي مرَّ على تأسيسها عشرة قرون، وتمتد على سُبعِ مساحة اليابسة، وبقيت لقرون طويلة غير فاعلة في التاريخ العالمي، ثم انتقلت، إثر ثورتها الأولى على نظام القنانة الإقطاعي قبل قرن تقريبًا، إلى دولة صناعية نوويّة عظمى، لها حضورها في الساحة الدولية.
ووفقا للكاتب والباحث الدكتور باسم الزعبي فإن الكتاب يُقدِّم سرديّة تاريخية محايدة لحقبتين عاصفتين من التاريخ الروسي (1917-2017)، ويُعدّ الكتاب دراسة تضيء جوانب مهمة في الحياة الاجتماعية والسياسية، ويقدِّم كمّا كبيرًا من المعلومات التي ظلّت مغفلةً في السرديّات الرسمية، مشيرا إلى انه سردية بانوراميّة، كتب بأسلوب أدبي شيِّق، وهو كتاب غير منحاز إيديولوجيا، أو حزبيًا،أو عقائديا يتيح للقارئ أن يكوِّن تصورًا شاملًا عن أسباب وعوامل صعود الدولة وسقوطها، ثم نهوضها من جديد، ودور الفرد في ذلك.
ويقول رئيس مركز البحوث والدراسات الفلسطينية في معرض تقديمه للكتاب سعيد كنعان؛ إنه، ومع تركيز المؤلف على دور الأشخاص، في صناعة التاريخ، إلا أنه لم يهمل أبدًا أهمية السياسات والعوامل الدولية التي كانت متداخلةً في سير الأحداث، وتأثيرها البالغ عليه، وخاصة حقبة الرئيس بوريس يلتسين، غير متناسٍ أن التاريخ يصنعه الإنسان في حركته الدؤوبة، للسير نحو التغيير إلى الأفضل.
أما المؤلف فيقدم ملاحظة في مقدمة كتابه هي التي قادته ليطرح عنوان الكتاب، إن روسيا، بالرغم من كل التنازلات الاستراتيجية العسكرية التي قدّمها الثنائي، جوربتشوف ويلتسين، ظلّت دونما أدنى شك، تلك الدولة التي تمتلك، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، ترسانة نووية جبارة، وقد تكون روسيا، في تسعينيات القرن الماضي ضَعُفَت أو ضاعت بعد انفصالها عن الاتحاد السوفييتيّ، وبعد تفكك الأخير، إلّا أنها ظلّت دولة مهمة بين كل الدول، لكنه يخلص إلى القول، إن روسيا ليست دولةً من دول العالم الثالث! أو الثاني! أو الأول! كما أنه ليس هناك من عالم رابع! فهي إذن أُحجية. روسيا القوية أُحجية، وروسيا الضعيفة أيضًا أُحجية.
يذكر أن الدكتور سامر صدقي العاصي ولد في فلسطين، نابلس، 1954، وهو استشاري طب وجراحة العيون، حاصل على شهادة الدكتوراه في طب وجراحة العيون/معهد موسكو العلمي لجراحة أمراض العيون (معهد البروفسور فيودوروف)، موسكو، الذي يُعدُّ من رواد عمليات تصحيح قصر البصر وانحراف القرنية.