عجالة عن “ذنوب صغيرة” لزينة المعاني

عجالة عن “ذنوب صغيرة” لزينة المعاني


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    مالك العثامنة

    في جدول مزدحم بالمواعيد واللقاءات بين مهنية و اجتماعية، وفي خضم كل تناقضات المشهد المحلي وتعقيداته وقد اقتحمتني تفاصيله أنا الزائر غير المقيم، لم أجد استراحة لي إلا القراءة وقد زودت نفسي بمجموعات قصصية و روايات اخترت أن تكون أغلبها أردنية.
    كانت الرواية الصغيرة والجميلة لزينة المعاني وعنوانها “ذنوب صغيرة” حالة تحليق وجداني جميلة..وقد كانت بالأحرى رواية بنكهة الحكاية الجميلة، الممسوكة جيدا كأنها سحابة ندية في صيف عمان الساخن.
    لست ناقدا أدبيا، ولا أدعي انني أفهم بالنقد الأدبي وأصوله، فللنقد الأدبي أهله، لكن أنا قاريء يبحث عن الدهشة دوما، وقد قدمت لي المعاني في حكايتها الروائية جرعات دهشة من الجمل والتواقيع النصية على لسان أبطال حكايتها ما يكفي لأدونها عندي كاقتباسات لا تنسى.
    “ذنوب صغيرة”، رواية قصيرة فيها حكاية بلقيس، بطلة الحكاية من أولها واليت استطاعت زينة المعاني أن تخلقها و تشكلها كشخصية مكتملة النمو فكست عظامها لحما ونفخت فيها وفينا روح القصة.
    الحكاية بسيطة، وممتدة بحدود وإطار رسمته المعاني بما لا يتجاوز شخوصها القليلة، وجميع الشخوص هم دائرة “بلقيس” الأقرب، وجوهر القصة لامرأة تحمل نقيضها الموضوعي سلاحا في مواجهة العادي والتقليدي.
    الخيانة قد تكون “ثيمة” الرواية والحكاية، لكن في تفاصيل المشهد والقصة انزلقت كقاريء نحو تلك العوالم الداخلية لبلقيس، استطاعت كاتبة الحكاية أن تجعلني أرى العالم من عيون بلقيس.
    لا أعرف زينة المعاني شخصيا، وغالبا لن يتسنى لي ذلك، وتلك متعة اللذة في قراءة الرواية- الحكاية الجميلة والخفيفة الخالية من التعقيدات، لأكتشف أن لدينا في الأردن كتابة خارج المألوف والاعتيادي.
    “ذنوب صغيرة”، رواية بحجم حكاية يمكن قراءتها بساعة واحدة، لكن تقطيعها النصي الأنيق أتاح لي أن أتأنى في قراءتها حتى أهرب إلى عالم “بلقيس” الصغير والمركب كلما ضاق الواقع، والواقع فيه إضاءات من عالم بلقيس لا نراها لأنها تفاصيل، التقطتها المعاني ككاتبة ووظفتها في عملها الرشيق.
    مرة أخرى..
    لست ناقدا أدبيا، بل قاريء له ذوقه الخاص..وقد تذوقت فنا بعبارات المعاني القصيرة والمكثفة والمختزلة..فكتبت هذه العجالة.