كتاب الروائح لأحمد فضل شبلول

كتاب الروائح لأحمد فضل شبلول


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    أحمد سويلم

    هل تصدق أن لكل إنسان (بصمة) لرائحته التي تميزه وينفرد بها عن غيره.. وأن يعقوب عليه السلام أدرك هذه البصمة حينما أقبلت عليه العير من مصر.. فصاح: (إني لأجد ريح يوسف لولا تفندون).
    وهل تصدق ان الذاكرة لا تحتفط فقط بالأقوال والافعال والمناظر والأشكال والحوادث.. وإنما هي أيضا تحتفظ بالرائحة.
    وكان العرب قديما حينما يغتربون يتذكرون رائحة موطنهم الذي عاشوا فيه.. وحينما يمرضون في الغربة ويشمون رائحة تأتيهم في ضمة طمي من موطنهم بشفون ويعافون..
    الرائحة إذن تستحق الدراسة والتحليل لما لها من أهمية لدي الإنسان والحيوان معا.
    ذلك ما جعل الصديق الشاعر الروائي أحمد فضل شبلول ينتبه ويعكف علي البحث وراء الروائح في كتابه الطريف: كتاب الروائح الذي صدر حديثا عن دار (الآن) ناشرون وموزعون بعمَّان ليؤكد لنا أن حاسة الشم لا تقل أهمية عن حاسة النظر في التمييز بين الأشياء.
    وقد طاف شبلول بكثير من الموضوعات التي تتعلق بالروائح.. فذكر أنواعها.. واستخداماتها.. وعرج على الدراسات والتجارب العلمية التي تتعلق ببصمة الرائحة والذاكرة وطب الرائحة..
    ثم نجده يقف مع الروائح عند العرب.. والروائح في اللغة والشعر والرواية والأمثال والأقوال.. وإن كانت النماذج التي ذكرها قليلة جدا وتستحق صفحات أكثر.
    ولم يكتف شبلول بذلك بل تناول علاقة الرائحة بالإنسان وعالمه.. وبالحيوان والأطعمة والأشربة والبيوت والأماكن.
    والكتاب – علي صغر حجمه – يعد مفتتحًا للباحثين في كل المجالات العلمية والأدبية والاجتماعية.. حتي إن شبلول لم يبخل في نهاية الكتاب أن يذكر نحو خمسة عشر مرجعًا مهمًّا يمكن لأي باحث جاد أن يعود إليها .
    مزيدا من التمنيات والأبحاث والوقفات الممتعة مع التراث والفكر المتجدد.