“كتاب الغبطة المتصلة” للهواري غزالي.. الحنين إلى الأندلس

“كتاب الغبطة المتصلة” للهواري غزالي.. الحنين إلى الأندلس


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “وكالة الأنباء العمانية”

    يضمُّ “كتاب الغبطة المتَّصلة” للشاعر الجزائري الهواري غزالي، قصائد تتنوع بين العمودي وشعر التَّفعيلة وقصيدة النَّثر، لعبت الأندلس وتحديدا غرناطة فيها دور البطولة.

    في غرناطة، يكشفُ الشَّاعر بفضل قصرِ الحمراء وحيّ البيّازين ولقاءاته بالأندلسيّين ذوي الأصول العربيّة، عن جانبٍ من العلاقة التي نشأتْ بين ذاكرته وحاضره، بين جذور الحضارة وأغصانها. ويتّخذ غزالي من شعار “الغبطة المتّصلة”، المنقوش على جدران مزارات غرناطة وإشبيلية وفاس وتلمسان، مدخلًا إلى الماضي ليعيد كتابة قصائد العشق الموهوب إلى غرناطة وهي تتصل بما هو مُشِعّ من جمالها الدائم حتّى اليوم. ونجد في القصائد مديحا للمدينة، وترحالا عبر الزمن وأسفارا إلى جغرافيات متعدِّدة، وتقصّيا للجذور، ومقارنةً بين غرناطة ومدن عربية تعرضت للتدمير.

    ويسرد الشاعر الذي يقيم في فرنسا، من خلال المقدِّمات الثلاث للمجموعة الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون”، حيثيَّات سفره إلى غرناطة، ودقائق تصوُّره للأندلس، لا سيما من خلال ما كتبه محمود درويش، كما يورد تفسيراتٍ لغويَّةً شتَّى لتعبير “الغبطة المتَّصلة” استقاها من السياق الشِّعري الأندلسي. وتأتي غرناطة في القصائد بوصفها نموذجا عمرانيّا اجتماعيّا استطاع الإسبان أن يحافظوا عليه منذ القديم في مقابل ما تدمَّر عند المسلمين من آثار بسبب الحروب والإهمال؛ ففي قصيدة “لا غالب إلا الله”، وبينما يزهو قصر الحمراء بما له من حضوة الاستمرار بفضل الإسبان، نرى قلعة حلب ترثي نفسها رثاءً مرّاً:

    “قدْ دَمَّرَنِي بَطْشٌ يُحْــمَى في بَلَدِي أقواهُ

    من سادَ بحكْمٍ، همَّت بالنَّاس لَهُ دَعْوَاهُ

    أوْ ماتَ لدينا قَامَتْ من نِقْمَتِهِ بلْواهُ

    من كانَ عَلى صوتٍ أضحَى صَوتُه مثْوَاهُ

    الحَرْبُ مَتى هاجتْ، لا يبقَى نَسَبٌ أوْ جاهُ”.

    يُذكر أن الهواري غزالي أصدر في الشّعر: “أناشيد النبوءات المتوحّشة”، “قلبٌ لا يحسنُ التّصديق”، “للبحرِ صوتٌ آخر على جسر ريالتو”. وترجم إلى العربيّة قصائد للشّاعر الفرنسيّ جون بول ميشال صدرت في كتاب بعنوان “هذا الحظّ وهذه النار”، وله في إطار عملِه الأكاديميّ أستاذًا محاضرًا بقسم الدِّراسات العربيَّة بجامعة باريس، تحقيقاتٌ لدواوين في غرضِ الصَّنعويّات، ودراساتٌ أخرى باللّغتين العربيّة والفرنسيّة.