يتضمن كتاب “أسئـلة اللغة والتدريس عند الكاتب المغربي عبد الله أيت الأعشير” أوراقًا تُبرز إسهامات الأعشير وجهوده في خدمة اللغة العربية، والحفاظ على أصالة اللسان العربي، وتطوير قضاياه المعجمية والدلالية.
وانبثق الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون”، عن أعمال الندوة العلمية الدولية للاحتفاء بأعمال ومسيرة الأعشير العلمية والعملية من إشراف وتنسيق عادل الحدان وعبد العزيز خليل وعمر محضار.
وناقش القسم الأول من الكتاب الجهود اللغوية؛ حيث أبرز المشاركون خصوصية اشتغال الأعشير في التأصيل والتأثيل اللغوي، وقدرته على اقتناص الفوائد النادرة من أمهات الكتب وأصولها، واجتلاب أسرار اللغة العربية، واستحضار أهم القصص والحوادث التي تفتقت فيها الألسن والعقول بالاستعانة بكنوز العربية وطاقاتها المذهلة.
وفي القسم الثاني نجد بحوثًا نقدية وتربوية أماطت اللثام عن جهود الأعشير في النقد الأدبي واستناده إلى المعرفة والذائقة الأدبية لأجل صوغ التأويلات الممكنة. كما أضاءت مساهماتِه النظرية والتطبيقية في الحقل التعليمي.
وتحدث د.محمد أزهري عن “البصمة الأعشيرية في خدمة اللغة العربية”، مشيرًا إلى أن كتابات عبدالله الأعشير “تميزت ببصمة فريدة من نوعها، تشكلت من بصمات عدة؛ منها: بصمة الأعراب النحارير، وبصمة تأثيل الكلمات العربية، وبصمة الفرادة في وضع عناوين مباحث كتبه، وبصمة الكشف عن أسرار عبقرية اللغة العربية”.
وتناول د.عبد الكريم عوفي كتاب “القول المأثور في إحياء الصواب المهجور” نموذجًا في الجهود اللغوية للأعشير، إذ قدم قراءة عميقة في قاموسه اللغوي الذي “يستند فيه على أصول تراثية لا تشوبها شائبة، قدمها في ثوب جديد، راعى في معالجتها مقياسًا صوابيًا دقيقًا، حافظ به على نقاء اللغة العربية الفصحى”.
وعن “مكر اللُّغة العربية ودهائها” عند الأعشير، قدم د.عبد العزيز خليل ود.عمر محضار مقالة عن مفهوم “المكر”، وكيفية الكشف عنه، وبيان منافعه والحاجة إليه، كما استعرضا بعض النماذج التي أوردها الأعشير ومنها: مكر اللغة بين الخفاء والتجلي والتمويه، والمكر اللغوي: الضرورة والمنافع.
وحول اللسان العربي وإكراهات العولمة، قدم الباحثان د.أحمد حزيمي والحبيب مغراوي قراءة في مشروع إحياء المهجور عند عبدالله أيت الأعشير.
وقدم د.عادل الحدان قراءة في معالم المعجم التراثي لدى الأعشير، باعتباره من أنصار استخدام الألفاظ والعبارات المهملة والوحشية، التي لم تعد تُستعمل في العربية المعاصرة.
وقدم د.أحمد الرّافعي ود.محمد أزهري قراءة لمجهودات الأعشير التأثيلية لمفردات اللغة العربية، في حين كشف د.طريق زينون عن مظاهر عبقرية اللغة العربية وأسرارها عنده، وتوقف د.خالد العنكري عند النقد اللغوي في تجربته.
class="inline-block portfolio-desc">portfolio
text