“كسرت الأقلام وجفَّت المشاعر”.. نصوص لسلام القاسم.. فن الحياة اليومية

“كسرت الأقلام وجفَّت المشاعر”.. نصوص لسلام القاسم.. فن الحياة اليومية


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    نصوص “كسرت الأقلام وجفَّت المشاعر” للمؤلفة سلام القاسم تدوِّن خلالها الكاتبة مشاهد من الحياة اليومية.

    ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 86 صفحة من القطع المتوسط، ويضم (47) نصّاً تهتم المؤلفة بين صفحاتها بالحب والنفس والأمل والخوف والغواية… وأشياء أخرى.

    تقول سلام القاسم في أول نصوص الكتاب حول ما اكتسبته من خبرات وتوصلت إليه من حقائق، وعنوانه “إخفاقة في الدرب“:

    “وما بين حروفي الماضية والتالية

    تعلَّمت يا سادتي عادتي الآتية.

    تعلَّمت أن الثقة في زماننا عملة بالية

    وأن ما يتبعها عادةً إخفاقة في الدرب لكنها واهية

    وأنك تعود لنفسك بدفاتر وأقلام زاهية”.

    وفي نصها المعنون “طريق من نور” والذي يمثل حالة من الإحباط الذي يصيب المحب حين يثق فيمن ليس أهلاً للثقة فينكسر قلبه، تقول سلام القاسم:

    “على قدر أهل القلوب الصافية تأتي الخيبات

    وعلى قدر المكانة والأمل تكون القرارات

    في الحياة مسلمَّات عقلية قلبية فعلية

    فالله واحدٌ أحد

    والقلب واحدٌ لأحد

    والإخلاص لم يبقَ عند أحد

    الحب أمانة

    والصدق مكانة

    ووعودك كلها خيانة”.

    وفي نص قصير عنوانه “بحر بلا مداد” تستخلص الكاتبة سلام القاسم حكمة حياتية تقول فيها:

    “في نقطة الضعف تكمن القوة

    وعند الامتلاء يحين دور النقصان

    فليس هناك ألمٌ أبديٌّ

    وما من حالةٍ مستدامة”.

    وفي دعوة للأمل يأتي نص “ترتيب أوراق” ليحث على البدء من جديد ما دام في العمر بقية، وتقول سلام القاسم في هذا النص:

    “فليس من العيب أو الضعف

    أن نعيد ترتيب أوراقنا كل حينٍ وحين

    وأن نقدِّم أو نؤخِّر

    وأن نضع نهاياتٍ لقصص باءت بالفشل

    وأن نختم مرحلة بنقطة انتهت

    ونشرع كتابنا الجديد لأحلام تستحق”.

    وفي نص يحمل دلالات قريبة وأخرى بعيدة يتحدث نص “لماذا تموت العصافير في بلادي”، والذي تتساءل فيه سلام القاسم أسئلة تحتمل أكثر من جواب، إذ تقول:

    “وتسألونني لماذا تموت العصافير؟

    وهل مع الغربان يعيش كناري أو حسون؟

    وهل مع رائحة الموت يعبق للحياة لون؟

    وهل مع خريف العمر يزهر التفاح والليمون؟

    في بلادي…

    عصافيرنا مكسورة الجناح

    مصادرة العقول والأرواح….

    ومهيأة لتعيش فوق الرماح……..”.

    وفي نص عنوانه “رسالة إلى الحب في عيده” ستكتشف عزيزي القارئ أن الكاتبة قد أوقعتنا في فخ الواقع اللاوردي، إذ تضعنا أمام حقائق صادمة لكنها واقع يحاصرنا، فتقول سلام القاسم:

    “نُهي إلى مسمعي أنكم أصبحتم بالحب تتشدقون..

    وأن كذبكم بات واضحاً في العيون…

    وعلى جباهكم طبعت كلمة كارهون….

    قال لي في بيوتكم جائع ومريض

    وأقوام قلوبهم منسوجة من جديد…

    قال لي على ضفة النهر أناس من البرد يموتون

    وعلى الضفة الأخرى يشترون بالذهب الصحون

    وبعد كل هذا وذاك…. ما زالوا يتساءلون….

    أين في هذا العام…. يحتفلون؟”

    وتختتم الكاتبة نصوصها بنص قصير نسبيًّا عنوانه “عشق صعب“، لكنه نوع آخر من العشق، وتقول فيه:

    “هل حدث يوماً أنك عشقت مدينة….

    يا الله!

    ما أصعبه من عشق….

    فمعشوقتك متعددة الشخصيات….

    متعددة القلوب والأجساد….

    وأنت ضائع في أي عشق منهم تغرق

    فكم هو سهل عليها أن تسرق قلبك

    وتسرق وجودك… وتسرق منك حتى الأحداق

    هل حدث لك يوماً… أن تستيقظ من نومك

    هاتفاً باسمها بكل اللغات

    ودموعك تترجم هذه الكلمات

    هل حدث لك يوماً… أنك اشتهيت الممات

    لكنه مشروط أن يكون على تلك العتبات”.

    ومن الجدير بالذكر أن سلام القاسم محامية حاصلة على شهادة الدكتوراه في القانون والمنسق العام لفريق عونك يا وطن التطوعي وفريق كاميرا الإمارات التطوعي، ولديها كتاب بعنوان “بوح امرأة من الشرق”.