“الدستور” الأردنية
وقع الروائي الشاب محمد دغلس روايته الأولى «تصبحون على انتظار»، الصادرة عن درا الآن ناشرون وموزعون بالتعاون بالتعاون مع دار أزمنة، مساء أول أمس في فرع رابطة الكتاب الأردنيين في اربد، وسط حفاوة كبيرة بحضور مدير ثقافة اربد د. سلطان الزغول ود. باسم الزعبي من دار الآن، وحشد كبير من المثقفين والمهتمين، فيما أدار الحفل القاص والمصور الفوتوغرافي محمد الصمادي.
واستهل الحفل الشاعر والناقد القاسم بتقديم قراءة في الرواية المحتفى حملت عنوان: «البساطة والعَفويّة والجمالية الفنيّة.. في رواية (تصبحون على انتظار)، لمحمد دغلس/ خصائص السرد.. وبنية الحدث الروائي». وعن رؤيته لمضمون الرواية قال: تسعى الرواية إلى التعبير عن الحياة اليوميّة وترغب في التّعبير عن شعرية الوجود والحياة، فيها إجلال للشعر، والفنّ فيها يختزل في صورته الشعريّة وأحيانا كثيرة يتحوّل أسلوب الكتابة إلى أسلوب شعريّ. والرّواية مليئة بالشّوائب والحكايات الثانويّة والأساليب المتنوّعة التي تدعّم في حقيقة الأمر جنس الرواية إذا ما اعتبرنا جنس الرواية جنسا تأليفيّاً جامعاً لمستويات عديدة وأجناس أدبيّة مختلفة ولغات اجتماعيّة متنوّعة، إنّها مرحلة انحلال الشّكل الرّوائيّ.
أما فيما يخص البناء الروائي أكد القاسم: أن الرواية على امتداد تسعة فصول، تروي لنا «بيسان يوسف»، حكاية والدها وزوجها وصديق زوجها مع الاحتلال، وقد اعتمد الكاتب في بناء روايته على مجموعة من الخطوط الرئيسة التي سيّرت وقائع الرواية، وتخلّقت من مقتضياتها الشخوص، والتي يمكن أن تتلخص بمجموعة من المحاور الأساسية، أهمها، الظروف التي نشأت بها «بيسان»، الشخصية الرئيسة في الرواية كانتحار والدتها بعد يومين من ولادتها ووفاة الدها وهي لما تزل بعد في الخامسة عشرة من عمرها واستشهاد عمها وزواج عمتها التي كانت بمثابة أم لها، الظروف الصعبة والقاسية التي نشأ بها «ميلاد»، وصديقه «ياسين»، في الميتم، وبعد ذلك في السجن، ومن ثم استشهادهما دفاعاً عن المبادئ والوطن.
وخلص القاسم إلى القول: تعد رواية «تصبحون على انتظار»، بما أضافته من جماليات بمثابة شهادة ميلاد عملية للروائي الشاب «محمد دغلس»، متأملين أن ينال في المستقبل ما يستحق من تقدير،بقدر ما بذله من جهد فني وفكري رائد، والرّواية تسعى إلى التعبير عن الحياة اليوميّة، وهي تحمل بين طياتها كل مايتعلق بالأحاسيس والانفعالات العاطفية مثل الحزن والفرح والاكتئاب.
إلى ذلك قدم الروائي المحتفى به دغلس ما يشبه الشهادة حملت عنوان:»بذرة نور وأزهار شر»، قال فيها: أولا.. لأني أفكر كثيرا حتى في النوم، والنوم تمرين سيء على الموت، وأكتب جميع الأشياء في رأسي أكثر مما أكتبها على ورق، وأحس كثيرا لدرجة أني لا أستطيع أن ألبس ما أريد ثوب الكلمات لكثرة ما أعيش الأشياء فتذبل حين تقال، والقلق الذي لا يتركني لحظة واحدة قلق حين أبدأ بالكتابة، وقلق وأنا أكتب، وقلق حين أنتهي من الكتابة، وهذا القلق يشعرني دوما أنّ ما أفعله يتسم بالنقصان، ولا أحب أن أتحدث عن شيء ناقص.