محمد شبراوي: «رسالة الإمام».. التاريخ والدّراما في منصّات التواصل

محمد شبراوي: «رسالة الإمام».. التاريخ والدّراما في منصّات التواصل


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    ربما بسبب أهمية الشخصية التي تناولها العمل الدرامي التلفزيوني “رسالة الإمام” بمكانة ووزن أحد أبرز العلماء المسلمين الإمام محمد بن إدريس الشافعي، كانت ردود الفعل على العمل من العديد من المعلقين والمداخلين من المستويات الثقافية المختلفة، حتى دفعت بالباحث الكاتب المصري محمد الشبراوي إلى تأليف كتاب يتناول هذا العمل وردود الفعل حوله، وقد صدر حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” في عمّان بعنوان: “رسالة الإمام.. التاريخ والدراما في منصات التواصل”.
    كان إسهام الكاتب شبراوي في الموضوع في محاولة للإحاطة بهذا العمل الفني الذي هو من صنع بشري، منطلقًا من مقولة لفريدريك نيتشه يقول فيها «إننا نميل إلى تشكيل الأشياء وإعادة تشكيلها لندرك عالمًا من صنعنا».
    كان مسلسل «رسالة الإمام» قد عرض في رمضان من سنة 2023، وقد تناول السّنوات الأخيرة من حياة الإمام الشّافعيّ، مثيرًا جملة من القضايا والقضايا الإسقاطيّة، انطلاقًا من أن المرء لا ينفصل عن ذاته ومجتمعه، وتأسيسًا على قاعدة «عندما أكتب عن الآخرين،فأنا أكتب عن نفسي». روّج العمل لأخلاق التّسامح والحوار والجدال بالّتي هي أحسن، وغيرها من الخصال الحميدة، ولأنه جهد بشريّ فكان من الطّبيعيّ أن يقع السّهو والخطأ والخلط  فيه أحيانًا.
    ويشير المؤلف إلى أن بعض تلك الأخطاء كان بالإمكان تداركه، لا سيّما أن العمل يضمّ عددًا من البّحاث والمراجعين والمدقّقين، بعض تلك الأخطاء محل جدل تاريخيّ غير محسوم، وبعضها مبالغ فيه. ويلفت الكاتب الانتباه إلى ثنائيّة أخرى مرتبطة بالعمل، وهي ثنائية المادحين/القادحين؛ ففريق يرى العمل ركب جناحي نعامة في سوق الدّراما التّاريخية، وفريق يراه أسوأ ما أنجبته الدّراما التّاريخية، لكل منهما دوافعه، الصّدام بينهما عبر الفضائيات ومنصّات التّواصل لم ينتهِ بانتهاء الموسم الدّراميّ الرّمضانيّ.
    وقد عالج الكاتب المآخذ المشار إليها آنفًا في خمسة فصول؛ الأوّل يتعلق بالمادة الشّعرية، والثّاني يركّز على الفقه، والثّالث – وهو أطولها وأوسعها تناولًا- فيما يرتبط بالمادّة التّاريخيّة، أما الرّابع فيناقش -على عجالة- اللّغة المستخدمة في العمل، بينما يتعرّض الفصل الخامس إلى بعض الأمور ذات الصّلة.
    أما باعث العمل وفق الكاتب لم يكن “تعداد العيوب والمثالب، إنما محاولة لاستدراك مثل تلك الهفوات في أعمال إبداعيّة جديدة”.
    يذكر أن الكاتب محمد شبراوي صحفيّ بشبكة الجزيرة الإعلاميّة، ومدرّب مساعد بمعهد الجزيرة الإعلاميّ، وعضو الاتحاد الدّوليّ للصّحفيين، ومحكّم دوليّ للمناظرات باللّغة العربيّة، وعضو الملتقى القطريّ للمؤلفين، وعضو المجلس الدّوليّ للغة العربيّة. قدّم عشرات المحاضرات والنّدوات الأدبيّة والنّقديّة، وله مبادرات ثقافيّة ومجتمعيّة بالتّعاون مع وزارة الثّقافة بدولة قطر، وأشرف على مبادرات في مجال الكتابة الإبداعيّة والخطابة بالتّعاون مع جامعة قطر ومعهد الدّوحة للدّراسات العليا ومؤسّسات أخرى. له عدد من الإصدارات من بينها «خطوب ودروب»، و«كنّاشة الرّاوي».