“مخايل” ديوان جديد للشاعرة العمانية هجير

“مخايل” ديوان جديد للشاعرة العمانية هجير


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    ترسم الشاعرة العمانية هجير بلغة عميقة في مكوناتها الثقافية التي تستند على قيم جمالية وحكائية أصيلة معالم رحلتها الشعرية في ديوانها الجديد “مخايل” الصادر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون في الأردن.

    وفي تجربتها الجديدة تستحضر الشاعرة هجير  صورها وأخيلتها ولا تفلت اللحظة، بل تستثمرها، وفق سياقات وبناءات فنية محكمة، لتنتج من خلال لغتها الخاصة والمتفردة بقيمها الجمالية، التي تحتضن مكونها الثقافي البعيد الذي يشكل سببا من أسباب بقائها.

    وتقول الشاعرة :

    • ما تلمح اللحظة؟!

    أنا ألمح بقاياها وأروح..!

    أبـ ألتقط صوتي من الهامش، وأردّْ أغتابه..!

    • هذا صداي اللي عليه الشمس بأنفاسه تلوح

    عجزت أخيـّرني: يا صوتي أو حنين غيابه..

    • تصدق! فـ قلبي شجر وأهداب غيمة لي تبوح

    مدى تعلّق بالمسا كله/ ندهـ لأحبابه..

     

    الأديب طاهر العميري في سياق تقديمه للديوان الجديد يقول: “إن الصراع الذاتي الذي يعيشه الكاتب بين تبسيط اللغة والذهاب بها نحو أقصى درجات التوتر والانفعال هو ما يُنتج حالة التيه العارمة بين مختلف شرائح التلقي، ففي الوقت الذي لا يكفّ فيه الشاعر عن توسُّل اللغة واستنطاق صورها وأخيلتها، يراهن على حالة التفاعل تلك”.

    وفي حالة الشاعرة هجير نجد صدمة المعنى وانفلات التأويلات كلما توقفنا قليلا عند بعض ما تقول ومنه:

    ليه فـ عيون القروم، أستنجدت نجمة وليل؟!

    وليه كان الحبر أدعج من بقايا الليل ذاك؟!

    الملل ماهو متاهك/ انت لك تــِيه الهميل

    لا هما ديمك، وصار الجدب يتثاقل ظماك.

    ويرى العميري أن «هجير» اختارت الطرق الأصعب للكتابة، من خلال لغة مسرفة في أحلامها، تتجاوز فيها العادي والمستقر بالقفز المستمر فوق أسوار الكلام، وبطرق تعبيرية أكثر افتتاناً وجمالاً.

    وكما تقول في إحدى قصائدها:

    يلتف حولي الضيق، وش معنى شعور الوله؟!

    يشبه أغاني الريف، وأشعارٍ بليا أحباب

    • ليت أسألك!
    • تدرين؟! لك قلبي ملاذ أسئلة..

    ما للحنايا أسراب، لو حامت مع الغِـيَّاب

    • كم مرةٍ حسّيت بإن الليل هـ الشوق له؟
    • أو هل يحس الليل في شوقٍ بدون أسباب؟!

    وهكذا تستقيم اللغة عندما تقدم مفارقاتها، وترسم لوحاتها، وتسرج خيالاتها، وتفتح للافق مآلاتها، فالشاعر الحقيقي هو الذي لا يكتفي بالنوم فوق سجادة اللغة، بل مَن يتجاوز نفسه عند كل عمل شعري جديد، مانحاً للروح مساحات انشطاراتها وللّغة أن تواصل اشتعالها وتوهجها.

    ويظهر ذلك في العديد من الأماكن المكتظة بالمعاني ومنها:

    أنا أشيل الوهن عن دربي وأحط

    رحال ظلي, وسط ريح «اللا زمن»

    الصوت خافت..! بس أحبه هالنمط

    أحنّْ لك، تشبه نمط أحتاج أحنّْ.

    تجهد الشاعرة هجير نفسها كثيرا في خلق صورة شعرية ناضجة ترضى عنها، وتؤكد في كل عمل من أعمالها الإبداعية أنها قادرة على تطويع اللغة وتكسير مفاتنها لانتاج فتنة اخرى قابلة للحياة.

    وصدر للشاعرة العمانية المعروفة باسم «هجير»،ديون بعنوان: “هجير”، ولها قصائد ضمن كتاب «نون القصيد.. شاعرات من الخليج»، دائرة الثقافة، الشارقة. وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية داخل سلطنة عمان وخارجها. و لها قصائد ومقالات منشورة في صحف ومجلات عمانية وخليجية.  وكُتب عن قصائدها قراءات أدبية نقدية بأقلام شعراء ونُقّـاد على اتساع الساحة العربية.  ونالت مراكز متقدمة في مسابقات شعرية داخل سلطنة عمان في بداية مشوارها الشعري.