“مغاربة في بيت أميركي”.. سيرة طنجة ومبدعين مرّوا بها

“مغاربة في بيت أميركي”.. سيرة طنجة ومبدعين مرّوا بها


class="inline-block portfolio-desc">portfolio

text

    “ضفة ثالثة”

    صدرت حديثًا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن رواية بعنوان “مغاربة في بيت أميركي” للكاتب المغربي الزميل محمود عبد الغني، وجاءت في 340 صفحة من القطع المتوسط.
    وورد في تقديمها: تحضر مدينة طنجة المغربية في رواية “مغاربة في بيت أميركي” بوصفها مكانًا طاغيًا تجري فيه معظم أحداث الرواية، لتكشف الأحداث في الوقت نفسه عن معالم المدينة وتنقل إلى القارئ روحها وتفاصيلها الدقيقة. وتوازي طنجةَ في الحضور شخصيةُ الروائي المغربي محمد شكري، الذي كانت بعض مفاصل الرواية استرجاعا ليومياته وأحداث حياته التي تكشف علاقته بالمكان، وتُقدّم في الوقت نفسه إطلالة على واقع الأدب المغربي، وتفاعله مع الآداب العالمية.
    وأشار عبد الغني في إحدى عتباتها إلى أنها تضمُّ جزأين مستقلين: الأول صدر سابقا تحت اسم “معجم طنجة”، والثاني صدر تحت اسم “في الصيف والخريف فقط”. وهما يُنشران في كتاب واحد، باسم مشترك، بعد إجراء تعديلات في بنية كل واحد من الجزأين.
    ويضيف التقديم: تُعَد الرواية عملًا تسجيليًا يسترجع أحداثًا واقعية يمازجها الخيال أحيانًا، بهدف توثيق سيرة الأعلام الذين تمتلئ بهم الرواية، إذ سجلت الرواية سير كتاب أميركيين شكلت طنجة محطة رئيسية من محطات إبداعهم، من بينهم المسرحي الأميركي تينيسي وليامز الذي عاش في طنجة فترة طويلة، وبول بولز وزوجته جين بولز، وجيرترود ستاين، ووليام بوروز. أما المبدعون المغاربة فقد قدمت الرواية عددًا كبيرًا منهم؛ إذ نجد بالإضافة إلى محمد شكري كلا من: محمد المرابط ومحمد زفزاف وأحمد اليعقوبي والعربي العياشي.
    ويقدم عبد الغني طنجة لقارئه منذ الفقرة الأولى، فيشير إلى معنى اسمها، ويسرد لمحات من تاريخها، ويصف أهلها ومعالمها قائلًا: “أما بَشَرة أهل طنجيس البيضاء الصافية فراجعة إلى وجود بحرين متألقين يحيطان بها مثل وشاح مائي متلألئ. وحتى الأشجار، وهي أجمل تحف المدينة، تبدو أوراقها صافية اللون وشفافة كأنها نبتت ونمت في الظل. وإن قارن المرء بين ناس وأشجار مدن الجنوب، الأشجار هنا والنخيل هناك، فإنه سيقف بإعجاب أمام بياض طنجيس مقارنة بلون الجنوب الذي يميل إلى لون الحداد. لكن في الليل تُترك مدن الجنوب للشموع تضيء البيوت من الداخل، بينما القمر يتكلف بإضاءة الخارج دون أن تمنعه أشجار النخيل من الوصول إلى الرؤوس المتجولة بحثًا عن نسمة هواء”.
    وجاء على غلاف الرواية نصٌّ يخاطب فيه محمد شكري الأديب الياباني نوتاهارا الذي اضطلع بمهمة ترجمة رواية شكري الأشهر “الخبز الحافي” إلى اللغة اليابانية: “إنّها الحاديةَ عشرةَ. لقد وُلِدتُ ذات يومٍ في مثل هذه السّاعة، لذلك ظلّت هذه الساعةُ زمنَ انتشائي الدّائم. كلّما دقّت أشعرُ بشيء ما حلّ في عقلي، شيءٍ مختلفٍ وعظيم. أتغيّـرُ تمامًا عمّا كنتُ عليه في السّاعات السّابقة. كنتُ قبل قليل مشغولًا بأفكار سوداء، حدثتُكَ عن السُّحب السّوداء والطّقس السّيء. خفتُ على السُّفن في البحر، وعلى النّاس في الشّوارع والبيوت. وها أنا الآن، مع حلول السّاعة الحاديةَ عشرة، أعود إلى حماقاتي المألوفة. هل ستودّعني الآن؟ أرى أنّك تُعيد علبةَ سجائرك إلى الجيب، وتُخرج محفظة نقودك من أجل الأداء! لا تفعل ذلك رجاء يا نوتوهارا، أنت مدعوٌّ عندي كلّما دقّت الحاديةَ عشرةَ ليلًا، فرجاء اقبلْ دعوتي. عُدْ إلى مكانك، وضعْ علبة سجائرك على الطّاولة، واشرب معي كأسًا آخر. ما أحلاها ستكون!”
    محمود عبد الغني: كاتب من المغرب، وهو أستاذ الأدب القديم والحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وقد صدرت له مجموعة كبيرة من الروايات والدراسات والترجمات والمعاجم، ونالت روايته “الهدية الأخيرة” جائزة المغرب للكتاب في عام 2013.