“وكالة الأنباء العمانية”
قال الناقد والأكاديمي محمد القواسمة إن رواية « قبل ضياع الجنة» للكاتب صادق عبد القادر، تقوم على استرجاع حوادث التاريخ والمحطات المصيرية في حياة المجتمع، وهو ما يفسر كثرة التفاصيل سواء في السرد أم الوصف، على غرار ما نجده في الرواية «البلزاكية» نسبة إلى الروائي الفرنسي أونوريه دي بلزاك.
ولفت القواسمة في ندوة استضافتها رابطة الكتاب الأردنيين، إلى براعة الكاتب في بناء الشخصيات الرئيسة والثانوية، مشيدًا بالنفَس الملحمي الذي يبدو واضحًا من عدد صفحات الرواية (قرابة 100 صفحة).
وقدم الشاعر محمد خضير ورقة قال فيها إن عبدالقادر أشعل في روايته هذه الجواب الكبير كما أشعل ابو الخيزران السؤالَ الكبير عند غسان كنفاني في روايته «رجال في الشمس»: «لماذا لم يدقّوا جدار الخزّان؟!». من جهته، قال عبد القادر في معرض حديثه عن روايته التي صدرت مؤخرًا عن «الآن ناشرون وموزعون»، إن الحقبة التي تتناولها الرواية حقبة معتمة لا يعرفها الكثير من الناس، إذ مضى عليها حوالي مائة عام، لكنها حقبة مهمة في تاريخ المنطقة.
وأضاف إن الرواية تعرض الأوضاع في فلسطين، وبخاصة يافا، في نهايات الحكم العثماني وبدايات تمدُّد الخطر الصهيوني.
مؤكدًا أن جهل العرب بما كان يحاك ضدهم هو «مسألة ثقافية» بالدرجة الأولى، تؤشر إلى غياب الوعي نتيجةَ الحكم العثماني الذي استمر لأكثر من أربعة قرون منتهجًا سياسة غير بريئة من تجهيل الناس بحقوقهم وقضاياهم.
ولفت إلى أن الرواية تقوم بتعرية الركائز الاجتماعية المرتبطة بقوى الاستعمار التي أغرقت المجتمع بصراعات وخلافات داخلية.
وكان الكاتب المصري علاء الأسواني، قدّم للرواية قائلًا: إن صادق عبد القادر «يمتلك كل أدوات الروائي بامتياز: الخيال الخصب، والتعبير الدرامي المؤثّر، والقدرة على بناء شخصيات حيّة على الورق، واللغة الثريّة الجزلة، الواضحة والبسيطة في آن». وأضاف إن المؤلف يلامس الأسطورة بنَفس ملحمي يجعل النص قابلًا لأكثر من قراءة؛ «باعتباره استعادة أدبية للتراث، أو باعتباره قصّة معاصرة تكشف لنا مدى القبح والقمع في واقعنا اليومي».